(http://safadsoft.com/upload//uploads/images/safad-soft-c06edd9ebc.gif)
أسماء الجزيرة وأقاليمها
* أسماء جزيرة العرب :
(http://safadsoft.com/upload//uploads/images/safad-soft-82fd0ae0fd.gif)
كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى ، ولهذه الجزيرة جملةُ أسماءٍ ؛ كلُّها مضافة إلى "العرب" ، لا غير :
- منها اسمان هما : (جزيرة العرب) ، و (أرض العرب) وقد وردا في السنة واستعمالات الفقهاء .
- ومنها : (بلاد العرب) ، و (ديار العرب) .
- ويقال الآن : (الجزيرة العربية) ، و (شبه جزيرة العرب) ، و (شبه الجزيرة العربية) .
وهي تلكم الأرض المباركة التي اكتسبت شرف الإضافة إلى سكانها ، المحفوفة حواشيها بثلاثة أبحر ؛ صيانةً لها عن تكاثرِ الدخلاءِ عليها ؛ كما في حَمْدَلَةِ أعرابيٍّ ذكرها الجاحظ في "البيان والتبيين" :
"الحمد لله الذي جعل جزيرة العرب في حاشيةٍ ، وإلا ؛ لَدَهَمَت هذه العُجْمانُ خضراءَهم " .
و (الجزيرة) : ما جزر عن البحر ؛ قال ابن دُرَيدٍ : "سُميت جزيرةً ؛ لانقطاعها عن معظم الأرض" .
وأصل الجزر : القطع ، ومنه سمي الجزار ، جزارًا ؛ لقطعه أعضاء البهيمة .
(http://safadsoft.com/upload//uploads/images/safad-soft-82fd0ae0fd.gif)
* أقاليمها :
واحدها : إقليم ، وهو : كل ناحية مشتملة على مدن وقرى ، وهو أشهر الاصطلاحات ، ومنها : (الرستاق) لدى أهل الشام ، و (المِخلاف) لدى أهل اليمن ، ومنها : (الكُورُ) ، وغيرها .
وللعرب في تقسيم جزيرتهم –بحسب صورة الأرض ، ومناخها ، ونباتها_ خمسة أقاليم :
1. إقليم تِهامةَ : ويقال : الغَوْر ، ويقال : غَوْر تهامة ، وهما بمعنًى .
2. إقليم الحجاز : ويقال : السَّراة ، وقيل : السراة اسم للجزء الجنوبي من جبال الحجاز .
3. إقليم نجد .
4. إقليم اليمن : وقيل : سمي يمنا لأنه عن يمين الكعبة .
5. إقليم العروض : ويقال : اليمامة .
6. إقليم عمان : وقيل : داخل في إقليم اليمن .
(http://safadsoft.com/upload//uploads/images/safad-soft-82fd0ae0fd.gif)
* حدود جزيرة العرب على العموم :
كما أن شبه جزيرة العرب أكبر شبه جزيرة في العالم ، فقد حماها الله تعالى بثلاثة أبحر من جهاتها الثلاث : غربا ، وجنوبا ، وشرقا.
فيحدها غربا : بحر القُلْزُم – و (القلزم) : مدينة على طرفه الشمالي- ، ويقال : بحر الحبشة ، وهو المعروف الآن باسم : البحر الأحمر .
ويحدها جنوبا : بحر العرب ، ويقال : بحر اليمن
وشرقا : خليج البصرة ؛ الخليج العربي .
والتحديد من هذه الجهات الثلاث بالأبحر المذكورة محل اتفاق بين المحدثين ، والفقهاء ، والمؤرخين ، والجغرافيين ، وغيرهم .
وممن أفصح عن هذا التحديد بالنص : ابن حَوْقَل –و أطلق على الأبحر الثلاثة اسم : بحر فارس- ، والاصطخري ، والهمداني ، والبكري ، وياقوت ، وهو منصوص الرواية عن الإمام مالكٍ ، وتفيده الرواية عن الإمام أحمد ؛ رحم الله الجميع .
الحد الشمالي : ويحدها شمالا ساحلُ البحرِ الأحمر الشرقيُّ الشماليُّ وما على مسامتته شرقا ؛ من مشارف الشام وأطراره (الأردن حاليا) و مُنْقَطَعُ السماوةِ من ريف العراق ، والحدُّ غير داخل في المحدود هنا .
وبهذا قال الأصمعي ، وأبو عبيدة .
(http://safadsoft.com/upload//uploads/images/safad-soft-82fd0ae0fd.gif)
وهذا هو ما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، فقال :
"جزيرة العرب : هي من بحر القُلزم إلى بحر البصرة ، ومن أقصى حِجْرِ اليمامة إلى أوائل الشام ، بحيث كانت تدخل اليمن في دارهم ، ولا تدخل فيها الشام ، وفي هذه الأرض كانت العرب حين البعث وقبله ..." انتهى مختصرا .
هذه هي الحدود الطبيعية بمعالمها الظاهرة -ثلاثة أبحر- غربا وجنوبا وشرقا ؛ وهي تحديد جغرافي يلتقي فيه الفقهاء مع غيرهم .
ولهذا التحديد بالمياة الإقليمية الثلاثة صارت تعرف عند المتأخرين باسم (شبه جزيرة العرب) ، وإنما قيل : (جزيرة العرب) ؛ بحكم إحاطتها بثلاثة أبحر ، ولأن الحد الشمالي ، وإن كان إلى مشارف الشام وريف العراق ؛ فإن ما وراء ذلك من أنهار : بَرَدى ، و دِجلَةَ ، والفراتِ ، متصل برأس الخليج العربي فكأن التجوُّز في الإطلاق بحكم المجاورة .
ولذا قال الخليل :
"إنما قيل لها (جزيرة العرب) ؛ لأن بحر الحبشِ ، وبحر فارس ، والفرات قد أحاطت بها ، ونسبت إلى العرب ؛ لأنها أرضها ، ومسكنها ، ومعدِنُها"
(http://safadsoft.com/upload//uploads/images/safad-soft-67fbe993b9.gif)