menu_bgservdownloadthemesdirforumhome
Smf عربى



عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - بنت جزائر الأبطال

صفحات: 1 ... 8 9 [10]
136


عن أبي حمزة عن عطاء عن سعيد بن جبير عن أبي عباس في قوله محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوهم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة يعنى هذا الذي قص لذلك مثلهم في التوراة ومثلهم الآخر في الإنجيل كزرع أخرج شطأه أول ما يخرج الزرع فآزره فنبت فاستغلظ فاستوى على سوقه نباته أو نباته كله يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما

 

 

137


 عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم .
لما قدم المدينة خرجت ابنته مع كنانة أو بن كنانة وخرجوا في إثرها فأدركها هبار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها .
وأهرقت دما فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية فقالت بنو أمية نحن أحق بها وكانت تحت بن عمهم أبي العاص.
 وكانت عند هند بنت ربيعة وكانت تقول لها هند هذا في سبب أبيك .

قال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة ألا تجيئني بزينب قال بلى قال فخذ خاتمي فأعطها فلم يزل يتلطف حتى لقى راعيا.
 فقال لمن ترعى فقال لأبي العاص .
قال فلمن هذه الغنم
 قال لزينب بنت محمد فأعطاه الخاتم.
 حتى كان الليل خرجت إليه فركب وركبت وراءه حتى أتت فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها هي أفضل بناتي أصيبت في
 


138


عن أبي إسحاق قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن وفد هوازن أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة وقد أسلموا .
فقالوا يا رسول الله إنا أهل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما قد رأيت
فقال زهير يكنى بأبي صرد يا رسول الله إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك ولو أننا مالحنا للحارث بن أبي شمر أو النعمان بن المنذر رجونا عطفه وعائدته وأنت خير المكلفين بأبنائنا ونسائنا .
قال ما كان لي ولبنى عبد المطلب فهو لكم
 


139



 حدثنا عبد الله قال حدثني الليث قال حدثني يونس عن بن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير أن الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة هاجر جعفر بامرأته أسماء بنت عميس الخثعمية .
وعثمان بن عفان برقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم
وأبو سلمة بن عبد الأسد بأم سلمة بنت أبي أمية
وخالد بن سعيد بن العاص بامرأته أميمة بنت خلف
 فهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
ورجع رجال من الحبشة حين سمعوا بذلك فهاجروا إلى المدينة فمنهم عثمان بامرأته وأبو سلمة بامرأته وحبس بأرض الحبشة جعفر وخالد وحاطب بن الحارث ومعمر بن عبد الله العدوي وعبد الله بن شهاب
عن التاريخ الصغير (الأوسط)البخاري

 
 

140
نقاش عام / تهنئة للمنتدى ألف مبروك لمحبى smf
« في: 11 , أبريل, 2009 - 04:26:10 مسائاً »


أولا وقبل كل شئ المفروض تهنئة مدير المنتدى للإفتتاح ألف مبروك وعقبال الألفية وإليك وللأعضاء هذه.


وهذه

أتمنى الدوام والنجاح وأرجوا مشاركتنا لنرقى بهذا المنتدى.

141
نقاش عام / تأليف الكتب
« في: 10 , أبريل, 2009 - 08:53:48 مسائاً »


في أيام عمر بن عبد العزيز : كتب إلى أبي بكر بن حزم بالمدينة : أنظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعه ، فإني خفت دروس العلم ، وذهاب العلماء .
وفي أيام المنصور : شرع العلماء في تصنيف كتب التفسير والحديث ، فصنف ابن جريج بمكة ، ومالك بن أنس بالمدينة ، وابن عمرو الأوزاعي بالشام ، وحماد بن سلمة بالبصرة ، وسفيان الثوري بالكوفة ، ومعمر بن المثنى باليمن .
وصنف محمد بن إسحاق المغازي ، وصنف أبو حنيفة النعمان بن ثابت الرأي .
وقبل هذا : كان الأئمة يتكلمون من حفظهم ، ويروون العلم صحفاً غير مرتبة ، والله  سبحانه وتعالى أعلم .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم المرسلين محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكان الفراغ من نسخ هذا الكتاب الشريف يوم الأربعاء ، لإحدى عشرة خلت من شهر رجب سنة 1309 على يد الفقير إلى ربه . سليمان بن سحمان ، غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات .

142

عام الجماعة
وكان هذا العام يسمى عام الجماعة ، لاجتماع المسلمين فيه على إمام واحد ، بعد الفرقة ، وهو عام إحدى وأربعين في ربيع الأول ، فاجتمعوا على معاوية رضي الله عنه ، ودعي أمير المؤمنين ، ورجع الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى المدينة .

ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين :
فيها مات عمرو بن العاص رضي الله عنه بمصر ، وهو واليها .
ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين :
فيها مات عبد الله بن سلام رضي الله عنه .
ثم دخلت سنة أربع وأربعين :
فماتت فيها أم حبيبة بنت أبي سفيان ، أم المؤمنين رضي الله عنهما .
ثم دخلت سنة خمس وأربعين :
فماتت فيها حفصة بنت عمر ، أم المؤمنين ، وزيد بن ثابت رضي الله عنهم .

ثم دخلت سنة ست وأربعين :
فمات فيها محمد بن مسلمة ، رضي الله عنه .
ثم دخلت سنة سبع وأربعين :
فمات فيها قيس بن عاصم رضي الله عنه .
حوادث سنة تسع وأربعين :
ثم دخلت سنة تسع وأربعين :
وفيها : كانت غزوة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الروم ، حتى بلغ قسطنطينية . ومعه ابن عباس ، وابن عمر، وابن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري .
وفيها : مات الحسن بن علي ، وجويرية بنت الحارث أم المؤمنين ، وصفية بنت حيي أم المؤمنين ، وجبير بن مطعم ، وحسان بن ثابت ، ودحية بن خليفة الكلبي ، وكعب بن مالك ، وعمرو بن أمية الضمري ، وعقيل بن أبي طالب ، وعتبان بن مالك ، والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم أجمعين .
ثم دخلت سنة إحدى وخمسين :

فمات فيها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وجرير بن عبد الله البجلي ، رضي الله عنهم .
ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين :
فمات فيها أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري غازياً ، ودفن عند سور القسطنطينية . وكان النصارى يستسقون بقبره رضي الله عنه، وبرأه الله من عقائد النصارى . ومات بها أبو موسى الأشعري ، وعمران بن حصين رضي الله عنهما .
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين :
فمات فيها صعصعة بن ناجية الصحابي ، الذي يقال : إنه أحيا أربعمائة موؤدة في الجاهلية ، وزياد بن سمية رضي الله عنهم .
ثم دخلت سنة أربع وخمسين :
فماتت فيها سودة بنت زمعة أم المؤمنين ، وأبو قتادة الأنصاري ، وحكيم بن حزام رضي الله عنهم .
ثم دخلت سنة خمس وخمسين :
فمات فيها سعد بن مالك ، والأرقم بن أبي الأرقم -الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام مختبئاً في داره- وسحبان وائل ، البليغ الذي يضرب به المثل في الفصاحة .
ثم دخلت سنة ست وخمسين :

فدعا فيها معاوية الناس إلى بيعة ابنه يزيد .
ثم دخلت سنة سبع وخمسين :
فمات فيها عثمان بن حنيف رضي الله عنه .
ثم دخلت سنة ثمان وخمسين :
فمات فيها سعيد بن العاص -أحد الأجواد السبعة- وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عباس -أحد الأجواد السبعة رضي الله عنهم .
حوادث سنة ستين :
ثم دخلت سنة ستين :
فمات فيها معاوية بن أبي سفيان ، وصح أن أبا هريرة مات قبلها بسنة ، وأنه كان يقول :اللهم إني أعوذ بك من رأس الستين، وإمارة الصبيان .
واستخلف معاوية ابنه يزيد ، فجرت الفتنة الثانية . ولم تزل الفتنة قائمة سنين ، حتى اجتمع الناس على عبد الملك بن مروان .
فأول ما جرى في أيام يزيد : مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وأهل بيته في يوم عاشوراء سنة إحدى وستين .
ثم بعدها : جرت وقعة الحرة العظيمة بالمدينة ، قتلوا أهلها ، وأباحوها ثلاثة أيام .

ثم بعد ذلك : توجهوا إلى مكة لقتال عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، فحاصروها ، فلم يزالوا محاصريها حتى بلغهم موت يزيد، فلما مات يزيد افترق الناس افتراقاً كثيراً ، كما قيل :
وتشعبوا شعباً بكل جزيرة فيها أمير المؤمنين ومنبر
وثبت مروان بالشام ، وخرج المختار بن أبي عبيد الثقفي المبيد المفسد بالعراق ،  ونجدة بن عويمر باليمامة .
والمشهور بأمير المؤمنين في هذه السنين : عبد الله بن الزبير بمكة ، وبايع له أكثر الناس .
فلما مات مروان تولى بعده ابنه عبد الملك سنة خمس وستين . ولما تولى تصدى لحرب عبد الله بن الزبير ، فجرى بينهما ما يطول ذكره ، وآخره : أنه وجه لقتال ابن الزبير جيشاً عليهم الحجاج بن يوسف الثقفي ، فحصره بمكة، ثم قتله رضي الله عنه ، سنة ثلاث وسبعين .
فاجتمع الناس بعده على عبد الملك بن مروان ، فلم يزل والياً كذلك إلى سنة ست وثمانين ، فمات واستخلف ولده الوليد . فبقي في الخلافة سبع سنين وأشهراً .
وفي أيامه مات أنس بن مالك رضي الله عنه ، والحجاج بن يوسف .
ثم ولي بعده أخوه سليمان بن عبد الملك . فبقي سنتين وأشهراً .

 واستخلف عمر بن عبد العزيز ، فبايعه الناس سنة تسع وتسعين في صفر . فسار رحمه الله سيرة الخلفاء الراشدين . وأحيا السنن وأمات البدع . وبقي في الخلافة رشيداً مهدياً سنتين وأشهراً ، ومات في رجب سنة إحدى ومائة .
ومات في أيامه ابنه عبد الملك ، وكان يشبه أباه رحمهما الله .
ثم تولى بعده : يزيد بن عبد الملك ، بقي أربع سنين وشهراً واحداً . وتوفي سنة خمس ومائة .
ثم تولى بعده : أخوه هشام بن عبد الملك ، فبقي تسع عشرة سنة وأشهراً. وفي خلافته ظهر الجعد بن درهم ، أول من قال بخلق القرآن ، وأظهره في دمشق . فطلبه بنو أميه ، فهرب منهم إلى الكوفة . فلما أظهر قوله هناك : أخذه خالد بن عبد الله القسري ، قتله يوم عيد الأضحى من سنة أربع وعشرين ومائة . خطب الناس ، فقال : أيها الناس ضحوا ، تقبل الله ضحاياكم . فإني مضح بالجعد بن درهم ، إنه زعم : أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً ، تعالى الله عما قال الجعد علواً كبيراً. ثم نزل فذبحه في أصل المنبر .
وتوفي هشام بن عبد الملك سنة خمس وعشرين ومائة .
ثم تولى بعده : ابن أخيه الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، فبقي سنة أو أقل أو أكثر ، ثم قتل سنة ست وعشرين ومائة .
ثم تولى بعده : ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك ، فبقي خمسة أشهر . وتوفي في ذي القعدة -أو في أول ذي الحجة- من سنة ست وعشرين ومائة .
وبعده انقضت الخلافة التامة . ولم تجتمع الأمة بعده على إمام واحد إلى اليوم . وهو آخر الخلفاء الاثني عشر ، الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : :"لا يزال أمر هذه الأمة عزيزاً ، ينصرون على من ناوأهم إلى اثني عشر خليفة ، كلهم من قريش" .

وفي لفظ لمسلم : "إن هذا الأمر لا ينقض ، حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة" .
وعند البزار : "لا يزال أمر أمتي قائماً ، حتى يمضي اثنا عشر خليفة" . وفي لفظ : "لا يزال الإسلام عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة" . وعند أبي داود : "قالوا : ثم يكون ماذا ؟ قال : ثم يكون الهرج" .
فلما مات يزيد : طلب الأمر أخوه إبراهيم ، فبايعه أخوه ، ولم ينتظم له أمر .
فطلب الأمر مروان بن محمد بن مروان -الذي يقال له مروان الحمار- فبايعه بعض الناس في صفر سنة سبع وعشرين ومائة . ولم يزل في حروب وتخبيط إلى آخر سنة اثنتي وثلاثين ومائة -يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة- فقتل في كنيسة أبي صير . وكانت مدة خلافته : خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام ، وهو آخر من ولي الخلافة من بني أمية .

143



 السنة الرابعة عشرة للهجرة

وفيها سارالمسلمين إلى دمشق وعليهم خالد . فأتى كتاب عمر رضي الله عنه بعزل خالد ، وتأمير أبي عبيدة بن الجراح .
وفيها : أمر عمر بصلاة التراويح جماعة .
وقدم جرير بن عبد الله في ركب من بجيلة ، فأشار عليه عمر بالخروج إلى العراق ، فسار بهم جرير إلى العراق . فلما قرب من المثنى بن حارثة ، كتب إليه : أقبل ، فإنما أنت مدد لي . فقال جرير : أنت أمير ، وأنا أمير . ثم اجتمعا . فكانت وقعة البويب المشهورة .
ثم أن عمر أمر سعداً بن أبي وقاص رضي الله عنه على العراق ، وكتب له وأوصاه ، فقال : يا سعد بن وهيب ! لا يغرنك من الله أن قيل : خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ، فإن الله لايمحو السئ بالسئ ، ولكن يمحو السئ بالحسن . وإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا بطاعته ، فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء . الله ربهم وهم عباده ، يتفاضلون بالعافية ، ويدركون ما عند الله بالطاعة . فانظر الأمر الذي رأيت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا عليه ، فالزمه، فإنه الأمر، وكتب إلى المثنى وجرير : أن يجتمعا إليه . فسار سعد بمن معه ، فنزل بشراف ، واجتمع إليه الناس .

144
عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له> رواه مسلم.

 عن أنس رضي الله عنه قال لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب. فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرب أبتاه! فقال: <ليس على أبيك كرب بعد اليوم> فلما مات قالت: يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة رضي الله عنها: أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟! رواه البخاري.

 عن أنس رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال: <اتقي الله واصبري> فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي. ولم تعرفه، فقيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم. فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك! فقال: <إنما الصبر عند الصدمة الأولى> متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: <تبكي على صبي لها> .

 عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر. فبعث إليه غلاما يعلمه، وكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر.
فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس. فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب: أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى! وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي. وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ها هنالك أجمع إن أنت شفيتني. فقال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله تعالى فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك. فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى. فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ فقال: ربي. قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام.
فجيء بالغلام فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل! فقال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله تعالى. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب. فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه. ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه. ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه.
فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت.
 فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل بأصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل بأصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به.
قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه فمات.
 فقال الناس: آمنا برب الغلام.
فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك: قد آمن الناس. فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق> رواه مسلم.
<ذروة الجبل> : أعلاه،
و <القرقور>  نوع من السفن.
و <الصعيد> هنا: الأرض البارزة.
و <الأخدود> : الشقوق في الأرض كالنهر الصغير.
و <أضرم> : أوقد.
و <انكفأت> : أي انقلبت.
و <تقاعست> : توقفت وجبنت.
عن كتاب رياض الصالحين

145


 باب التوبة

قال العلماء: لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط: أحدها أن يقلع عن المعصية، والثاني أن يندم على فعلها، والثالث أن يعزم أن لا يعود إليها أبدا؛ فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته. وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة وأن يبرأ من حق صاحبها. فإن كانت مالا أو نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منها. ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب وبقى عليه الباقي. وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على وجوب التوبة.
قال الله تعالى (النور 31): {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
وقال تعالى (هود 3): {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}.
وقال تعالى (التحريم 8): {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا}.

 وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها> رواه مسلم.

وعن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال رضي الله عنه أسأله عن المسح على الخفين فقال: ما جاء بك يا زر؟ فقلت: ابتغاء العلم. فقال: إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يطلب. فقلت: إنه قد حك في صدري المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وكنت امرأ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجئت أسألك هل سمعته يذكر في ذلك شيئا؟ قال: نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين، أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، لكن من غائط وبول ونوم. فقلت: هل سمعته يذكر في الهوى شيئا؟ قال: نعم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري: يا محمد. فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من صوته <هاؤم> فقلت له: ويحك! اغضض من صوتك فإنك عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهيت عن هذا. فقال: والله لا أغضض. قال الأعرابي: المرء يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: <المرء مع من أحب يوم القيامة> فما زال يحدثنا حتى ذكر بابا من المغرب مسيرة عرضه أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين عاما (قال سفيان أحد الرواة: قبل الشام) خلقه الله تعالى يوم خلق السماوات والأرض مفتوحا للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه> رواه الترمذي وغيره وقال حديث حسن صحيح.
عن كتاب رياض الصالحين

عن كتاب رياض الصالحين
[/size]



146


 باب التوبة

قال العلماء: لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط: أحدها أن يقلع عن المعصية، والثاني أن يندم على فعلها، والثالث أن يعزم أن لا يعود إليها أبدا؛ فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته. وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة وأن يبرأ من حق صاحبها. فإن كانت مالا أو نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منها. ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب وبقى عليه الباقي. وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على وجوب التوبة.
قال الله تعالى (النور 31): {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
وقال تعالى (هود 3): {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}.
وقال تعالى (التحريم 8): {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا}.

 وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها> رواه مسلم.

وعن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال رضي الله عنه أسأله عن المسح على الخفين فقال: ما جاء بك يا زر؟ فقلت: ابتغاء العلم. فقال: إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يطلب. فقلت: إنه قد حك في صدري المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وكنت امرأ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجئت أسألك هل سمعته يذكر في ذلك شيئا؟ قال: نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين، أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، لكن من غائط وبول ونوم. فقلت: هل سمعته يذكر في الهوى شيئا؟ قال: نعم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري: يا محمد. فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من صوته <هاؤم> فقلت له: ويحك! اغضض من صوتك فإنك عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهيت عن هذا. فقال: والله لا أغضض. قال الأعرابي: المرء يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: <المرء مع من أحب يوم القيامة> فما زال يحدثنا حتى ذكر بابا من المغرب مسيرة عرضه أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين عاما (قال سفيان أحد الرواة: قبل الشام) خلقه الله تعالى يوم خلق السماوات والأرض مفتوحا للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه> رواه الترمذي وغيره وقال حديث حسن صحيح.
عن كتاب رياض الصالحين

عن كتاب رياض الصالحين
[/size]



147
بسم الله الرحمن الرحيم

1عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد
الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي رضي الله عنه .
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: <إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه>. متفق على صحته.
 رواه إماما المحدثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري رضي الله عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة.

عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت /
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم>
قالت قلت: يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟
قال: <يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم> متفق عليه. وهذا لفظ البخاري.

 
عن أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري رضي الله عنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت:
يا رسول الله إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي؟
قال <لا>
قلت: فالشطر يا رسول الله؟ فقال <لا>
قلت:فالثلث يا رسول الله؟
قال: <الثلث والثلث كثير ، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس؛ وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك> قال فقلت: يا رسول الله أخلف بعد أصحابي؟ قال: <إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة!> يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة. متفق عليه.


[/size]

صفحات: 1 ... 8 9 [10]