menu_bgservdownloadthemesdirforumhome
Smf عربى



عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - بنت جزائر الأبطال

صفحات: 1 ... 6 7 [8] 9 10
106

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. صحيح أخرجه البخاري عن محمد بن المثنى عن أبي أحمد الزبيري عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عطاء بن أبي رباح.
حدثنا أبو مسعود أخبرنا أبو داود حدثنا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم. صحيح أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي


- أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم أخبرنا أبو محمد بن مادش حدثنا أبو مسعود الرازي حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله.
 أخرجه ابن ماجه عن محمد بن بشار عن ابن مهدي عن سفيان عن عطاء وهو ابن السائب عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب.
السلام عليكم

107



-روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من كان له عمل يعلمه من خير فشغله عنه مرض أو سفر فإنه يكتب له صالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم. أخرجه البخاري بمعناه عن مطر بن الفضل عن يزيد بن هارون.

-وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما أحد من المسلمين يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله الحفظة الذين يحفظونه فيقول اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة مثل ما كان يعمل من الخير ما دام محبوسا في وثاقي. رجاله على شرط الصحيحين.

ذكر أجر المسترجع على المصيبة
- عبد الله بن محمد بن أبي المجد الحربي أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يزيد وعباد بن عباد قالا أخبرنانا هشام بن أبي هشام قال عباد بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها قال عباد قدم عهدها فيحدث لذلك استرجاعا إلا جدد الله له عند ذلك فأعطاه أجرها يوم أصيب. هكذا رواه الإمام أحمد في مسنده ورواه

السلام عليكم

108
القسم الإسلامى / من صبر على البلاء لينال درجة البقاء
« في: 13 , أبريل, 2009 - 04:07:20 مسائاً »


ذكر أن الحمى والمرض يكونان طهورا

- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الحمى استأذنت فقال من أنت قالت أنا أم ملدم قال أتنهدين إلى أهل قباء قالت نعم قال فأتتهم فحموا ولقوا منها شدة فاشتكوا إليه وقالوا يا رسول الله ما لقينا من الحمى قال إن شئتم دعوت الله فكشفها عنكم وإن شئتم كانت لكم طهورا قالوا بل تكون لنا طهورا.

-وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهرا. لا أعلم فيهم جرحا.

ذكر مثل المؤمن ومثل المنافق

- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مثل المؤمن مثل خامة الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد.

 ومن صحيح مسلم أنه قال إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أوالحمى كمثل حديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها. لا أعلم له علة.

ذكر من صبر على البلاء لينال درجة البقاء

-أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر بقراءتي عليه بأصبهان قلت له أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله الجوزذانية فأقر به أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن عمران أبي بكر قال حدثني عطاء بن أبي رباح قال قال ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي فقال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها.

- وقال أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها طيف فقالت يا رسول الله ادع الله أن يشفيني قال إن شئت دعوت الله عز وجل فشفاك وإن شئت فاصبري ولا حساب عليك قالت أصبر ولا حساب علي. رواه الإمام أحمد في المسند عن محمد بن عمرو بمعناه ورجاله على شرط مسلم.


109
القسم الإسلامى / أشد الناس بلاء الأنبياء
« في: 13 , أبريل, 2009 - 03:51:35 مسائاً »



-أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي رحمه الله أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم أحمد عن عبد الله عن عبد الله بن جعفر حدثنا أبو مسعود قال أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن قال سمعت أبا عبد الله بن حذيفة يحدث عن عمته فاطمة .
قالت/ عدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة فإذا سقاء معلق وماء يقطر عليه من شدة ما يجد من حر الحمى فقلت يا رسول الله لو دعوت الله فأذهب عنك هذا قال أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. رواه الإمام أحمد في المسند عن محمد بن جعفر عن شعبة.


-أخبرنا أبو عبد الله محمد بن معمر بن الفاخر القرشي رحمه الله أخبرنا أبو الفرج سعد بن أبي الرجاء الصيرفي قراءة عليه أخبرنا عبد الواحد بن أحمد أخبرنا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق أخبرنا جدي إسحاق بن إبراهيم بن جميل أخبرنا أحمد بن منيع حدثنا عبيدة بن حميد عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكا شديدا قال إني أوعك وعك رجلين منكم قلت ذاك بأن لك أجرين. أخرجه البخاري ومسلم بمعناه من حديث سليمان بن مهران الأعمش.
عن عائشة قالت قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ما من مرض أبو وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه حتى الشوكة.

- وري عن النبي الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما فوقه إلا حط الله خطاياه كما تحط الشجرة ورقها. أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش.
السلام عليكم

110



وَلا تَنابَزوا بِالأَلقابِ

حدثنا حكم بن محمد قال‏:‏ نا أبو بكر احمد بن محمد بن إسماعيل قال‏:‏ نا على بن أحمد بن سليمان علان قال‏:‏ نا محمد ابن هشام بن أبي خيرة السدوسي قال‏:‏ نا داود يعني ابن ميسر عن عامر يعني الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك قال‏:‏ ‏ ‏كان أهل الجاهلية يسمون الرجل بالأسماء فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا باسم من الأسماء فقالوا‏:‏ يا رسول الله إنه يغضب من هذا فأنزل الله تعالى ‏ «‏وَلا تَنابَزوا بِالأَلقاب بِئسَ الاسمُ الفُسوقُ بَعدَ الإيمان‏» ‏‏.‏

حدثنا أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري قال‏:‏ نا عبد الله بن محمد قال‏:‏ نا محمد بن بكر قال‏:‏ نا أبو داود قال‏:‏ نا موسى ابن إسماعيل قال‏:‏ نا وهيب عن داود عن عامر قال‏:‏ حدثني أبو جبيرة بن الضحاك قال‏:‏ فينا أنزلت هذه الآية في بني سلمة ‏ «‏وَلا تَنابَزوا بِالأَلقابِ بِئسَ الاسمُ الفُسوقُ بَعدَ الإيمان‏» ‏‏.‏
قال‏:‏ قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا فلان فيقولون‏:‏ من يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه يغضب من هذا الاسم فنزلت هذه الآية ‏ (‏وَلا تَنابَزوا بِالأَلقابِ‏) ‏‏.‏

ورواهن شعبة عن داود عن الشعبي عن أبي جبيرة قال‏:‏ قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وقول ثاني‏:‏ روى عن الحسن البصري وعن مجاهد قالا‏:‏ هو اليهودي والنصراني يسلم فيقال له وسئل عبد الرحمن بن مهدي قيل له‏:‏ ‏ «أترى غيبة أو هجنة قول الرجل‏:‏ الأعمش وسالم الأفطس وعاصم الأحول وحميد الطويل وعمران القصير‏.‏
وأمثال هذا أتراه غيبة أو هجنة لأهل العلم قال‏:‏ لا أراه غيبة ولا هجنة وربما سمعت شعبة يقول ليحيى بن سعيد‏:‏ ‏ يا أحول ما تقول ويا أحول ما ترى‏» ‏
وذكر أبو داود سليمان بن الأشعث قال‏:‏ سمعت أحمد بن حنبل سئل عن الرجل يكون له اللقب لا يعرف إلا به ولا يكرهه قال‏:‏ أليس يقال ‏"‏ سليمان الأعمش وحميد الطويل وكان لا يرى به بأسا وسألت عنه أحمد وغيره مرة فرخص فيه‏.‏

حدثنا حكم بن محمد قال‏:‏ نا أبو بكر بن إسماعيل قال‏:‏ نا أبو بشر الدولابي قال‏:‏ نا محمد بن بشار قال‏:‏ حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال‏:‏ نا سفيان عن الحسن ابن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد قال‏:‏ صلى علقمة الظهر خمسا فقيل له فقال‏:‏ أكذلك يا أعور قال‏:‏ نعم‏.‏
قال‏:‏ سجد سجدتين ثم سلم ثم قال‏:‏ هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
حدثنا محمد بن سعدون حدثنا أبو بكر المطوعي قال‏:‏ نا أبو عبد الله النيسابوري نا بكر بن محمد الصيرفى قال‏:‏ سمعت جعفر بن محمد بن كردف يقول‏:‏ كان يحيى بن معين يلقب أصحابه فلقب محمد بن إبراهيم مربع ولقب عبيد بن حاتم العجل ولقب صالح بن محمد بجزرة ولقب الحسين بن إبراهيم بشمخمة ولقب محمد بن صالح كيلجة ولقب علي بن عبد الصمد علان وهؤلاء كلهم كبار أصحابه وحفاظ الحديث‏.‏

حدثنا أبو عمر النمرى نا عبد الله بن محمد بن يوسف قال‏:‏ نا إسماعيل بن إسحاق النصرى قال‏:‏ نا أبو عبد الله محمد بن عبد الملك قال‏:‏ نا ابن وضاح قال‏:‏ نا هشام بن خالد قال‏:‏ نا بقية عن عبد الملك بن النعمان أن رجلا حدثه أن عمر بن الخطاب قال‏:‏ «عجلوا بكنى أولادكم لا تسرع إليهم ألقاب السوء» ‏‏.‏
حدثنا حكم بن محمد قال‏:‏ نا أبو بكر بن إسماعيل قال‏:‏ نا أبو بشر الدولابي قال‏:‏ نا أبو عبيد الله معاوية بن صالح قال‏:‏ نا منصور ابن أبي مزاحم قال أبو معمر سعيد بن خثيم عن أخيه معمر بن خثيم قال‏:‏ قال لي أبو جعفر‏:‏ بم تكنى قال‏:‏ ما اكتنيت وما لي من ولد‏.‏
قال‏:‏ وما يمنعك من ذلك إنا لنكنى أولادنا في الصغر مخافة أن يلحق به ألا أكنيك قلت‏:‏ بلى‏.‏
أنت أبو محمد‏.‏

الإمام الجياني الأندلسي

111
القسم الإسلامى / أنواع هجر القرآن والحرج منه
« في: 13 , أبريل, 2009 - 01:17:34 مسائاً »

أنواع هجر القرآن والحرج منه

هجر القرآن أنواع:
« أحدها‏:‏» هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه‏.‏
«والثاني‏:‏» هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به‏.
«‏ والثالث‏:‏» هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم‏.‏
« والرابع‏:» ‏ هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه‏.‏ والخامس‏:‏ هجر الاستشفاء و التداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله‏:‏‏ « وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا » ‏‏سورة الفرقان، الآية 30.وإن كان بعض الهجر أهون من بعض‏.‏

وكذلك الحرج الذي في الصدور منه، فإنه تارة يكون حرجا من إنزاله وكونه حقا من عند الله‏.‏ وتارة يكون من جهة التكلم به أو كونه مخلوقا من بعض مخلوقاته ألهم غيره إن تكلم به، وتارة يكون من جهة كفايته وعدمها وأنه لا يكفي العباد، بل هم محتاجون معه إلى المعقولات و الأقيسة أو الآراء أو السياسات‏.‏ وتارة يكون من جهة دلالته وما أريد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب، أو أريد به تأويلها وإخراجها عن حقائقها إلى تأويلات مستكرهة مشتركة‏.‏ وتارة يكون من جهة كون تلك الحقائق وإن كانت مرادة، فهي ثابتة في نفس الأمر أو أوهم أنها مرادة لضرب من المصلحة‏.‏
فكل هؤلاء في صدورهم حرج من القرآن، وهم يعلمون ذلك من نفوسهم ويجدونه في صدورهم‏.‏ ولا تجد مبتدعا في دينه قط إلا وفي قلبه حرج من الآيات التي تخالف بدعته كما أنك لا تجد ظالما فاجرا إلا وفي صدره حرج من الآيات التي تحول بينه وبين إرادته‏.‏ فتدبر هذا المعنى ثم ارض لنفسك بما تشاء‏.‏


الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

112
القسم الإسلامى / انتصار الرسول صلى الله عليه وسلم
« في: 13 , أبريل, 2009 - 01:13:48 مسائاً »

انتصار الرسول
لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصر العدو دخل في حصر النصر، فعبثت أيدي سراياه بالنصر في الأطراف فطار ذكره في الآفاق، فصار الخلق معه ثلاثة أقسام‏:‏ مؤمن به، ومسالم له، وخائف منه‏.‏ ألقى بذر الصبر في مزرعة ‏ «‏فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل» ‏ سورة الأحقاف، الآية 35‏، فإذا أغصان النبات تهتز بخزامى‏ ‏:‏‏ «‏والحرمات قصاص‏» ‏ البقرة‏:‏ 194‏، فدخل مكة دخولا ما دخله أحد قبله ولا بعده‏.‏ حوله المهاجرون والأنصار لا يبين منهم إلا الحدق‏‏‏.‏ والصحابة على مراتبهم، والملائكة فوق رؤوسهم، وجبريل يتردد بينه وبين ربه، وقد أباح له حرمه الذي لم يحله لأحد سواه، فلما قايس بين هذا اليوم وبين يوم‏ «‏ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك» ‏الأنفال‏:‏ 30‏‏ فأخرجوه ثاني اثنين‏.‏

دخل وذقنه تمس قربوس ‏‏ سرجه خضوعا وذلا لمن ألبسه ثوب هذا العز الذي رفعت إليه فيه الخليقة رؤوسها ومدت إليه الملوك أعناقها‏.‏ فدخل مكة مالكا مؤيدا منصورا‏.‏ وعلا كعب بلال فوق الكعبة بعد أن كان يجر في الرمضاء على جمر الفتنة، فنشر بزا ‏ طوي عن القوم من يوم قوله‏:‏‏ «‏ أحد أحد‏» ‏‏.‏ ورفع صوته بالأذان، فأجابته القبائل من كل ناحية، فأقلبوا يؤمون الصوت، فدخلوا في دين الله أفواجا وكانوا قبل ذلك يأتون آحادا‏.‏
فلما جلس الرسول على منبر العز، وما نزل عنه قط، مدت الملوك أعناقها بالخضوع إليه‏.‏ فمنهم من سلم إليه مفاتيح البلاد، ومنهم من أخذ في الجمع والتأهب للحرب، ولم يدر أنه لم يزد على جمع الغنائم وسوق الأسارى إليه‏.‏

 فلما تكامل نصره وبلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاءه منشور‏:‏‏ «‏ إنا فتحنا لك فتحا مبينا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا‏» ‏ سورة الفتح‏:‏ الآية 1‏‏ وبعده توقيع:‏ « إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا‏» ‏ سورة النصر‏:‏ الآية 1‏‏ ، جاءه رسول ربه يخيره بين المقام في الدنيا وبين لقائه، فاختار لقاء ربه شوقا إليه، فتزينت الجنان ليوم قدوم روحه الكريمة لا كزينة المدينة يوم قدوم الملك‏.‏
إذا كان عرش الرحمن قد اهتز لموت بعض أتباعه‏‏ فرحا واستبشارا بقدوم روحه، فكيف ستعلم يوم الحشر أي سريرة تكون عليها ‏ « ‏يوم تبلى السرائر‏» .

الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

113
القسم الإسلامى / من معاني الإنصاف له تعالى
« في: 13 , أبريل, 2009 - 01:09:43 مسائاً »

من معاني الإنصاف له تعالى
طوبى لمن أنصف ربه فأقر بالجهل في عمله والآفات في عمله والعيوب في نفسه والتفريط في حقه، والظلم في معاملته، فإن آخذه بذنوبه رأى عدله وإن لم يؤخذ بها رأى فضله، وإن عمل حسنة رآها من منته وصدقته عليه، فإن قبلها فمنة وصدقة ثانية، وإن ردها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به، وإن عمل سيئة رآها من تخليه عنه، وخذلانه له، وإمساك عصمته عنه، وذلك من عدله فيه، فيرى في ذلك فقره إلى ربه وظلمه في نفسه، فإن غفر له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه‏.‏
ونكتة المسألة وسرها‏:‏ أنه لا يرى ربه إلا محسناً، ولا يرى نفسه إلا مسيئاً أو مفرطاً أو مقصراً فيرى كل ما يسره من فضل ربه عليه وإحسانه إليه، وكل ما يسوءه من ذنوبه وعدل الله فيه‏.‏
المحبون إذا خربت منازل أحبائهم قالوا سقياً لسكانها‏.‏ وكذلك المحب إذا أتت عليه الأعوام تحت التراب ذكر حينئذ حسن طاعته له في الدنيا وتودده إليه وتجدد ورحمته وسقياه لمن كان ساكناً في تلك الأجسام البالية‏.‏

الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية


114

عبر وعظات
بين العبد وبين الله والجنة قنطرة تقطع بخطوتين‏:‏ خطوة عن نفسه، وخطوة عن الخلق، فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس، ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله،‏‏ فلا يلتفت إلا إلى من دله على الله وعلى الطريق الموصلة إليه‏.‏
صاح بالصحابة واعظُ‏:‏ ‏ «‏اقترب للناس حسابهم» ‏سورة الأنبياء، الآية‏:‏ 24.
فجزعت للخوف قلوبهم فجرت من الحذر العيون ‏ « ‏فسالت أودية بقدرها » .‏
تزينت الدنيا لعلي ‏‏ فقال‏:‏ ‏ « ‏أنت طالق ثلاثا لا رجعة لي فيك‏ » ‏‏.‏ وكانت تكفيه واحدة للسنة، لكنه جمع الثلاث لئلا يتصور للهوى جواز المراجعة‏.‏ ودينه الصحيح وطبعه السليم يأنفان من المحلل، كيف وهو أحد رواة حديث‏:‏ ‏ « ‏لعن الله المحلل‏» ‏‏؟‏‏
ما في هذه الدار موضع خلوة فاتخذه في نفسك، لا بد أن تجذبك الجواذب فاعرفها وكن منها على حذر، ولا تصرفك الشواغل إذا خلوت منها وأنت فيها‏, نور الحق أضوأ من الشمس، فيحق لخفافيش البصائر أن تعشو عنه‏ الطريق إلى الله خال من أهل الشك ومن الذين يتبعون الشهوات، وهو معمور بأهل اليقين والصبر، وهم على الطريق كالأعلام ‏ «‏وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون» ‏سورة السجدة، الآية‏:‏ 24.


الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

115
القسم الإسلامى / علماء السوء
« في: 13 , أبريل, 2009 - 01:02:19 مسائاً »

علماء السوء
علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت أقوالهم للناس هلموا، قالت أفعالهم لا تسمعوا منهم‏.‏ فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلاء وفي الحقيقة قطاع الطرق‏.‏
إذا كان الله وحده حظك ومرادك فالفضل كله تابع لك يزدلف‏‏ إليك، أي أنواعه تبدأ به، وإذا كان حظك ما تنال منه فالفضل بطريق الضمن و التبع، فإن كنت قد عرفته وأنست به ثم سقطت إلى طلب الفضل حرمك إياه عقوبة لك ففاتك الله وفاتك الفضل‏.‏

الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

116


‏فائدة جليلة‏

قوله تعالى‏:‏ ‏ «‏هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 15 من سورة الملك. أخبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقها والبناء عليها، ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من أراد ذلك منها، وأخبر سبحانه أنه جعلها مهاداً وفرشاً وبساطاً وقراراً و كفاتاً ‏‏ وأخبر أنه دحاها و طحاها، وأخرج منها ماءها ومرعاها، وثبَّتها بالجبال ونهج فيها الفجاج والطرق، وأجرى فيها الأنهار والعيون، وبارك فيها وقدر فيها أقواتها، ومن بركتها أن الحيوانات كلها وأرزاقها وأقواتها تخرج منها، و من بركتها أنك تودع فيها الحب فتخرجه لك من بطنها أحسن الأشياء وأنفعها فتوارى منه كل قبيح وتخرج له كل مليح، ومن بركتها أنها تستر قبائح العبد وفضلات بدنه

وتواريها وتضمه وتؤويه، وتخرج له طعامه وشرابه فهي أحمل شيء للأذى وأعوده بالنفع‏.‏ فلا كان من التراب خير منه وأبعد من الأذى وأقرب إلى الخير‏.‏
والمقصود أنه سبحانه جعل لنا الأرض كالجمل الذلول الذي كيفما يقاد ينقاد‏.‏ وحسن التعبير بمناكبها عن طرقها وفجاجها؛ لما تقدم من وصفها بكونها ذلولاً‏.‏
فالماشي عليها يطأ على مناكبها وهو أعلى شيء فيها، ولهذا فسرت المناكب بالجبال، كمناكب الإنسان؛ وهي أعاليه‏.‏
قالوا‏:‏ وذلك تنبيه على أن المشي في سهولها أيسر‏.‏
وقالت طائفة‏:‏ بل المناكب‏:‏ الجوانب والنواحي، ومنه مناكب الإنسان، لجوانبه‏.‏
والذي يظهر‏:‏ أن المراد بالمناكب الأعالي، وهذا الوجه الذي يمشي عليه الحيوان هو العالي من الأرض دون الوجه المقابل له، فإن سطح الكرة أعلاها، والمشي إنما يقع في سطحها، وحسن التعبير عنه بالمناكب لما تقدم من وصفها بأنها ذلول‏.‏

ثم أمرهم أن يأكلوا من رزقه الذي أودعه فيها فذللها لهم ووطأها وفتق فيها السبل والطرق التي يمشون فيها وأودعها رزقهم، فذكر تهيئة المسكن للانتفاع والتقليب فيه بالذهاب والمجيء والأكل مما أودع فيه للساكن‏.‏ ثم نبه بقوله‏:‏ ‏ «‏وإليه النشور» ‏ على أنا في هذا المسكن غير مستوطنين ولا مقيمين، بل دخلناه عابري سبيل، فلا يحسن أن نتخذه وطناً ومستقرًّا، وإنما دخلناه لنتزود منه إلى دار القرار، فهو منزل عبور لا مستقر حبور، ومعبر وممر لا وطن ومستقر‏.‏
فتضمنت الآية الدلالة على ربوبيته وقدرته وحكمته ولطفه والتذكر بنعمه وإحسانه، والتحذير من الركون إلى الدنيا واتخاذها وطناً ومستقرًّا بل نسرع فيها السير إلى داره وجنته، فلله ما في ضمن هذه الآية من معرفته وتوحيده والتذكير بنعمه، والحث على السير إليه، والاستعداد للقائه والقدوم عليه، والإعلام بأنه سبحانه يطوى هذه الدار كأن لم تكن، وأنه يحيي أهلها بعدما أماتهم وإليه النشور‏.‏


117
القسم الإسلامى / الصفات الأربعة لأهل الجنة
« في: 13 , أبريل, 2009 - 12:51:50 مسائاً »


الصفات الأربعة لأهل الجنة

 تقريب الجنة من المتقين، وأن أهلها هم الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع‏:‏

(الأولى‏)‏ أن يكون أواباً أي رجَّاعاً إلى الله من معصيته إلى طاعته ،ومن الغفلة عنه إلى ذكره‏.‏
قال عبيد بن عمير‏:‏ الأواب‏:‏ الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها، وقال مجاهد‏:‏ هو الذي إذا ذكر ذنبه استغفر منه‏.‏ وقال سعيد بن المسيب ‏:‏ هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب‏.‏
(الثانية‏)أن يكون حفيظاً‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ لما ائتمنه الله عليه وافترضه‏.‏ وقال قتادة ‏‏‏:‏ حافظ لما استودعه الله من حقه ونعمته‏.‏
ولما كانت النفس لها قوتان‏:‏ قوة الطلب وقوة الإمساك، كان الأواب مستعملاً لقوة الطلب في رجوعه إلى الله ومرضاته وطاعته، والحفيظ مستعملاً لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه، فالحفيظ‏:‏ الممسك نفسه عما حرم عليه، والأواب‏:‏ المقبل على الله بطاعته‏.‏

(الثالثة‏) قوله‏:‏ «‏من خشي الرحمن بالغيب» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 33 من سورة ق، يتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته،وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد، ويتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه، ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه، فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله‏.‏
(الرابعة‏)‏قوله‏:‏ ‏ «‏وجاء بقلب منيب» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 33 من سورة ق، قال ابن عباس‏:‏ راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله‏.‏ وحقيقة الإنابة‏:‏ عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه‏.‏
ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله‏:‏ ‏ «‏ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ‏.‏ لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد» ‏ ‏الآيتان‏:‏ 34، 35 من سورة ق ثم خوَّفهم بأن يصيبهم من الهلاك ما أصاب من قبلهم، وأنهم كانوا أشد منهم بطشاً، ولم يدفع عنهم الهلاكَ بطشُهم، وأنهم عند الهلاك تقلبوا وطافوا في البلاد، وهل يجدون محيصاً ومنجى من عذاب الله‏؟‏‏!‏
قال قتادة‏:‏ حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركا، وقال الزجاج ‏ ‏ طوفوا وفتشوا فلم يروا محيصاً من الموت‏.‏

وحقيقة ذلك‏:‏ أنهم طلبوا المهرب من الموت فلم يجدوه‏.‏
ثم أخبر سبحانه أن في هذا الذي ذكر ‏ «‏لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 37 من سورة ق
ثم أخبر أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ولم يمسه من تعب ولا إعياء، تكذيباً لأعدائه من اليهود حيث قالوا‏:‏ إنه استراح في اليوم السابع‏.‏
ثم أمر نبيه بالتأسي به سبحانه في الصبر على ما يقول أعداؤه فيه كما أنه سبحانه صبر على قول اليهود‏:‏ أنه استراح، ولا أحد أصبر على أذى يسمعه منه، ثم أمره بما يستعين به على الصبر، وهو التسبيح بحمد ربه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وبالليل وأدبار السجود، فقيل‏:‏ هو الوتر، وقيل‏:‏ الركعتان بعد المغرب، والأول‏:‏ قول ابن عباس، وعن ابن عباس رواية ثالثة‏:‏ أنه التسبيح باللسان أدبار الصلوات المكتوبات‏.‏

ثم ختم السورة بذكر المعاد ونداء المنادي برجوع الأرواح إلى أجسادها للحشر، وأخبر أن هذا النداء من مكان قريب يسمعه كل أحد‏:‏ ‏ «‏يوم يسمعون الصيحة بالحق» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 42 من سورة ق، بالبعث ولقاء الله، يوم تشقق الأرض عنهم كما تشقق عن النبات فيخرجون سراعاً من غير مهلة ولا بطء، ذلك حشر يسير عليه سبحانه‏.‏
ثم أخبر سبحانه أنه عالم بما يقول أعداؤه، وذلك يتضمن مجازاته لهم بقولهم إذ لم يخف عليه‏.‏
وهو سبحانه يذكر علمه وقدرته لتحقيق الجزاء، ثم أخبره أنه ليس بمسلط عليهم ولا قهار، ولم يبعث ليجبرهم على الإسلام ويكرههم عليه، وأمره أن يذكر بكلامه من يخاف وعيده، فهو الذي ينتفع بالتذكير، وأما من لا يؤمن بلقائه ولا يخاف وعيده ولا يرجو ثوابه فلا ينتفع بالتذكير‏.‏

( ‏الزجاج هو‏:‏ إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، عالم بالنحو اللغة، ولد ومات ببغداد، توفي سنة ‏311هـ - 923م‏‏‏. )
كتاب الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

118
نقاش عام / أمثال في الدين والديانة
« في: 13 , أبريل, 2009 - 12:32:03 مسائاً »



 في الدين والديانة

يعتزّ البدويّ بعروبته ، وبانتمائه لوطنه العربيّ الكبير ، ويعتزّ كذلك بعراقة أصله التي تنبع من الصحراء مهد الحضارة البشرية جمعاء وكأنه لم يبتعد بعد عن جذور الشجرة  الأم ، وهو شديد التمسّك بإسلامه وبدينه الحنيف ، يؤدي واجباته الدينية كما يجب ، من صلاةٍ وصيام وزكاة وحج إلى بيت الله الحرام ونراه يقول :   

  ·  الدنيا ما بتغني عن الآخرة

أي أن أعمالنا في الدنيا وشؤون حياتنا المختلفة لا  تُغني عن وجود الآخرة والتي يجب أن نعمل لها في حياتنا ودنيانا ونؤدي كل ما فرض علينا من العبادات ، إضافة إلى أعمال الخير والبر والإحسان .

  أما قليل الدين ضعيف الإيمان الذي لا يخشى الله في أعماله وتصرفاته ، ويظلم الناس ويؤذيهم ويسبب لهم الضرر ، أو من يسرق أغراضهم وممتلكاتهم ، فهو عرضة لغضب الله وسخطه عليه ، ويقولون في مثل هذه المناسبة .

  ·  اللي ما بيخاف من الله خاف منه وخاف عليه

أي أنّ الذي لا يخشى الله في أعماله وتصرفاته ، يُخشى جانبه فيما لو وقع أحد الأشخاص بين يديه لأنّ قلبه لا يعرف الرأفة والرحمة ، ويُخشى عليه أن ينزل به غضب الله وسخطه في أي لحظة ، نتيجة لأعماله السيئة وإيذائه للآخرين .

  ·  عمله بيقعد  له

أي أنّ أفعاله السيئة وظلمه للناس ، وكل أعمال السوء التي يقوم بها ، فهي سوف تنتظره في المستقبل ، وسيلاقي سوء العاقبة جزاءً لأعماله هذه .

  ·  دار الظالمين خراب

أي أنّ الذين يظلمون الناس فان الله سبحانه وتعالى سينتقم منهم ويقتصّ لمن ظلموهم منهم ، وسينالون جزاء أعمالهم وظلمهم للناس ، وستخرب بيوتهم مثلما خربوا بيوت غيرهم .

  ·  بيت النتّاش ما بيعلاش

أي أنّ بيت اللص والخائن الذي يعتمد في حياته على النهب والسلب وسرقة أموال الناس وممتلكاتهم ، يظل حقيراً كما هو ، لا يعلو ولا يعمّه العمران ، لأن السارق لا يوفّر مما يسرقه ، بل ربما لا يكاد يسدّ رمقه ، إضافة إلى أن المال المسروق لا تصيبه البركة ، بل سرعان ما يفنى ويضيع ، ويبقى السارق على فقره وإدقاعه .

  ·  مال جابته الأرياح تاخذه الزوابع

أي أنّ المال الذي يُكسب بسهولة ، وبالطرق الغير مشروعة ، ولا يتعب صاحبه في جمعه وتوفيره ، فهو سرعان ما يفنى ويزول ، وتفتح له أبواب التبذير فيضيع بسرعة ، مثلما جاء بسرعة وسهولة . 

  ·  يا ويل الماسي ويا ويل جاره

يا ويل الذي يعمل السوء ويا ويل جاره ، لأن من يقوم بأعمال السوء قد يصيبه الأذى والضرر ، وقد يصيب جاره بعض هذا الأذى لقربه منه ،  فيكون ما أصاب الجار من المضرة نتيجة لجواره  لهذا الشخص الذي يقوم بأعمال السوء المختلفة .
والبدوي دائم التوكّل على الله في حياته ، وفي عمله من أجل رزقه ورزق عياله ، وأمثلتهم على ذلك كثيرة نذكر منها :

  ·  الرزق على الله

أي أن الله هو المتكفّل بأرزاق الناس ، وسيأخذ كل واحدٍ منهم نصيبه ، ولا داعي للقلق المبالغ فيه من أجل رزق العيال. 

  ·  رزقه أكثر من خَلْقِه
أي أن الأرزاق أكثر من العباد ، فالله كفيل برزق الناس جميعاً ، وسيجد كل منهم ما يكفيه ، ولا داعي لتخوفهم وقلقهم الزائد على ذلك . 

  ·  الحيّ رزقه حيّ
أي أن الإنسان ما دام على قيد الحياة فان الله سبحانه وتعالى كفيل برزقه وإعالته .

  ·  رزقة الناس من الناس ، ورزق الكل على الله
أي أن أرزاق الناس تكون عادة من بعضهم البعض ، حيث يبيعون ويشترون على بعض ، وحيث يعملون عند بعض فيأخذ كل منهم ثمرة أتعابه وأجرة عمله ، ورزق الجميع على الله سبحانه وتعالى الذي يتكفل برزق عباده ، ولا ينسى أحداً من فضله .

  ·  يرزق الدود في الحجر الجلمود

أي أن الله كفيل برزق عباده ومخلوقاته ، فهو يرزق الدودة الصغيرة الموجودة في الحجر ، وعلينا ألا نقلق كثيراً من سوء الحالة المادية ، فالله كفيل برزقنا جميعاً ولا ينسى أحداً من فضله .

  ·  الدكان جنب الدكان والرزق على الله

أي أن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وهو متوكل برزق الجميع ، والتيسير لهم بما يعتاشون منه ، ولو كانت الدكاكين متلاصقة فهو جل شأنه يبعث لكل منهم برزقه .

أما إذا وقع في ضيق من العيش ، أو إذا ألَمّت به كربة وضائقة مالية ، فلا يقلّل ذلك من إيمانه شيئاً ، ولا يزعزع ثقته  العميقة بالله وتوكّله عليه ونراه يقول :

  ·  الشِدَّة ما هي مدّة

أي أن الشدّة وهي الكربة التي تحلّ بالإنسان في بعض الأوقات لا تطول مُدتها وسرعان ما تختفي ويحلّ الفَرَج مكانها ، وهذا يقال عادة لتعزية المرء ومواساته في شدته ، أي لا تقلق فإنَّ فَرَج الله قريب .
من كتاب (من الأمثال البدوية )الأستاذ صالح زيادنة رهط منطقة الجنوب

119




 باب في الكَرَم وحُسْن الضيافة

الكرم صفةٌ من صفات البدويّ الطيبة ، وسجيةٌ من سجاياه الكريمة التي لا زال يتمسك بها ، ويعتز بها ولا يرضى أن يحيد عنها مهما كان الثمن ، فهي تجري في عروقة  كصفاته الأخرى من شهامة ، وإباء ، وعزة نفس ، وإغاثة للملهوف . وقد ورثها عن  أبائه وأجداده ، ورضعها مع اللبن منذ نعومة أظفاره . وهي ميزةٌ من مزاياه الحميدة التي حباه الله بها فهو لا يصطنعها إصطناعاً ولا يتكلفها تكلفاً ، إنما تأتيه عفويةً خالصة وبشكل تلقائي . والبدويّ معروف بشهامته وحسن معشره وإكرامه لضيفه وإستقباله له بوجه بشوش والترحيب به  ، حتى يستأنس ضيفه وتنفرج أساريره ، وفي هذا فرحة غامرة ينتشي لها البدوي وهو يشعر بأنه قد نجح في إكرام ضيفه وأفلح في إدخال السرور إلى نفسه .

 في هذا الباب كثيرة ومتنوعة نذكر منها ما يلي :   

  ·  الضيف إن أقبل أمير وإن قعد أسير وإن قام شاعر

هذا وصف للضيف الذي عندما يُقبل فكأنه أمير يزهو بشكله وهيئته ، فإذا جلس فهو أسير عند مضيفه حتى يقدّم له واجبات الضيافة ، أما إذا قام فهو شاعر يحدّث بما شاهد ورأى  .

  ·    الضيف أسير المحِلِّي

أي يحق للمضيف أن يُكرم ضيفه كيف شاء وعلى الضيف ألا يعترض كثيراً ( خاصةً إذا اعترض الضيف ولم يقبل أن يصنعوا له الطعام والقِرى ) فهو كالأسير في بيت مضيفه ، فإذا لم يقبل يقول له المحلي (صاحب البيت) الضيف أسير المحلي وعليه أن يسكت ويقبل بالأمر الواقع وهو إكرامه وتقديم القِرى له . وهذا لشدة الكرم عند البدو ولتأصّل هذه العادة فيهم .

  ·  الضيف شاعر

أي أن الضيف يحكي للناس ويقصّ عليهم ما لاقاه من كرم واحترام عند مضيفه ، فإذا قَصَّر في حقّه يكون عرضة للسخرية والملامة من الناس ، فالضيف كالشاعر الذي يمدح مضيفه فيرفعه ، أو يهجوه فيصغّره في أعين الناس ويقلّل من قيمته في نظرهم . وهذا للنهي عن التقصير في حقّ الضيف وللحثّ على استقباله بالشكل اللائق به .

  ·  الضيف ضيف الله

أي أن قِرى الضيف ميسور ومن السهل الحصول عليه فكأن الضيف ضيف الله ييسر له ولمضيفه ويجعل قراه ميسوراً.  أما من يظن أن قرى الضيف يُفقر المحلي ( المضيف) فهو مخطيء في نظرته فالرزق على الله ولم يكن الضيف سبباً  في فقر أحد أو غناه .

  ·  الضيف محَلِّل

أي أن الضيف لا يأكل من الطعام إلا قدر طاقته ، ويأكل أفراد عائلة المضيف من الشاة التي تُذبح للضيف وكأنه حَلَّل لهم بذلك هذا الطعام ( أي جعله حلالاً عليهم ) ، وهذا يعني أن ما يُذبح للضيف هو للإكرام وليس لملء البطون فإن الضيف عادةً مهما أكل لا يأكل الا القليل منه ، أما الباقي فيأكله أفراد عائلة المضيف .

  ·  ضيف المسا ما له عشا

عندما يأتي الضيوف مساءً وبعد وقت العشاء ويشاورهم المضيف في شأن تجهيز العشاء لهم ، فإنهم يعتذرون ويقولون انهم تعشّوا في بيوتهم وليس هذا وقت عشاء فضيف المسا ما له عشا لأنه جاء بعد وقت العشاء .

  ·  يا ضيف ما كنت محِلِّي

أي يا ضيف أنت محلي في بيتك ، ولا بدّ انه مرّ عليك ضيوف ، وطبيعي انك قمت بواجبهم ولم تُقصّر في حقهم فلا تمنعنا أن نقوم نحن بواجب إكرامك كما لم يمنعك ضيوفك من ذلك .

  ·  سكوت الضيف من بخت المحلي

أي أن سكوت الضيف يُعتبر رضى ، فإذا سكت قام المضيف ليصنع له الطعام ويقدّم له الواجب والقِرى ، ويكون من حظ عائلة المضيف أن ينالوا من هذا القرى ، الذي لولا سكوت ضيفهم ورضاه ما كانوا لينالوا منه شيئاً ، وهذا من باب المجاملة التي تقال للضيف .

  ·  الضيف كاره الضيف والمحِلِّي كاره الكُلِّي

عندما يكون عند أحدهم ضيوفاً ويكرمهم ويحترمهم ، ويأتيه ضيوف جُدد ويضطر أن يكرمهم أيضاً ، فإن الضيوف الأوائل يكرهون الضيوف الجُدد خشية أن يتفرّغ لهم المضيف أو يحترمهم أكثر منهم ، ولكن المضيف يكون قد كَرِهَ الجميع واستثقل ضيافتهم ، فيقول أحد الضيوف الجدد عندما يشعر بذلك الضيف كاره الضيف والمحلي كاره الكلي.

  ·  أعزم واكرم وأكل العيش نصيب

يقال هذا المثل بعد أن يعفّ الضيف عن عمل القِرى له ، وبهذا لا يعتبر المضيف مقصراً ، أي أنه عزم وأكرم ولكن ضيفه رفض ولم يقبل . ويقال هذا المثل أيضاً في حالات أخرى مشابهة .

  ·  من عَفّ عن شيء كأنه ماكله

يشبه المثل السابق ، ويعني أن الضيف كأنه أكل عند مضيفه ، فلم يُقصّر في واجبه ، وانما هو الذي رفض ذلك .

  ·  الجود من الموجود

أي أن كَرَم الرجل منوط بحالته المادية ، فان كان ميسور الحال وقدّم شيئاً كثيراً  فلأن حالته المادية جيدة ، وإن قدّم ما تيسّر فلأن حالته لا تسمح بأكثر من ذلك فالجود من الموجود .

  ·  الجود جهود

يقال عندما يجشّم المضيف نفسه بعمل القِرى لضيفه رغم سوء حالته المادية ، فيقال فيه هذا المثل ، أي أن جهده كبير حتى ولو شحّت موارده المالية ، فنفسه كبيرة ولا يرضى أن يتأخر عن تقديم ما عليه من واجب إكرام الضيف أو عمل القِرى له .

 

120



 ذكر أسماء الأحمق

الاحمق الرقيع المائق الازبق الهجهاجة الهلباجة الخطل الخرف الملغ الماج المسلوس المأفون المأفوك الاغفك الفقاقة الهجأة الالق الخوعم الالفت الرطىء الباحر الهجرع المجع الانوك الهبنك الاهوج الهبنق الاخرق الداعك الهداك الهبنقع المدله الذهول الجعبس الاوره الهوف المعضل الفدم الهتور عياياء طباقاء .
فاذا كان يتجه لشىء فى أسماء كثيرة وقريب هذه الاسماء على أحمق وقيل لو لم يكن من فضيلة الاحمق الا كثرة أسمائه لكفى .
 :-\ :-\

قال ابن الاعرابى الرقيع هو الذى يحتاج أن يرقع من حمقه .
وسئل بعض الاعراب ما الفرق بين الاحمق والمائق فقال الاحمق مثل المائح على رأس البئر والمائق هو مثل المائح الذى هو أسفل البئر فبينهما من الجودة فى الحماقة ما بين هذين والعرب تقول أحمق ما يتوجه الى ما يحسن أن تأتي الغائط والاخرق هو الذى يخرق الاشياء ولا يحسن لها مأتى.
حتى النياء لاعليكم لديهن أسماءإليكم هذه.

 ومن أسماء النساء ذوات الحمق الورهاء الخرقاء الدفنس الخذعل الهوجاء القرثع الداعكة الرطيئة
 ;)

من كتاب أخبار الحمقى والمغفلين_أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي


صفحات: 1 ... 6 7 [8] 9 10