menu_bgservdownloadthemesdirforumhome
Smf عربى



عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - صلاح الدين

صفحات: 1 2 [3]
31
قسم الدعم الخاص بالنسخة (Smf (1.1.X / حول اوصاف المنتديات
« في: 10 , يونيو, 2009 - 11:32:30 مسائاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي مشكلة مع اوصاف المنتديات اذ انه لا تعمل اكواد الـ BBC
عليها ، اي لا يمكنني تلويت او فعل اي شيئ في وصف المنتدى
هل هناك طريقة لفعل ذلك ، مثل ماهو موجود في منتدانا هذا
وشكرا مسبقا

32
قسم تبادل خبرات الحاسوب و الإنترنت / مساعدة حول استضافة
« في: 10 , يونيو, 2009 - 06:18:03 مسائاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي فقط سؤال عن هاته الاستضافة
https://hostmonster.com
هل تقبل smf ام لا
يمكنكم تجريبها من هنا demo
http://hostmonster.com/cgi/demo
اتمنى الاجابة الله يحفظكم

33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا بارك الله فيك الاخ الرائع والطيب اسلام
على المساعدات لدي طلب او إقتراح تعديل في هذا المود
مود أيقونة (صورة) لكل قسم
هل يمكن أن تصبح الصورة في مكان (صورة كل قسم)

في مكان هاته الصورة:
وشكرا مسبقا

34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد مود يعمل على تغيير القوانين "قوانين التسجيل في المنتدى"
مثل اضافة الاخبار ويعمل بـ BBC
وشكرا لكم مسبقا

35
قسم الدعم الخاص بالنسخة (Smf (1.1.X / هل هذا مود .؟
« في: 05 , يونيو, 2009 - 11:40:43 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحظت في منتدى الدعم عندما تدخل صفحة غير موجودة  يظهر لك التالي:
اقتباس






هل يوجد مود يقوم بهذا الامر لك
وشكرا لكم

36
قسم الدعم الخاص بالنسخة (Smf (1.1.X / سؤال عن اسم مود؟
« في: 31 , مايو, 2009 - 11:34:47 مسائاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال ما اسم المود الذي في الصورة؟

وهل يوجد مود مثله لكن يظهر الاعضاء الذين تصفحوا الموضوع
وبارك الله فيكم

37
القسم الإسلامى / ذروة السنام يا أمة الإسلام
« في: 30 , مايو, 2009 - 11:26:31 مسائاً »
ذروة السنام يا أمة الإسلام
الحمد لله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿١٠﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف: 10-11]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد القائل: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» [صححه الألباني]. أما بعد:

فإن من الخصائص العظيمة التي امتن بها الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة وميزها عن بقية الأمم أن شرع لها الجهاد وجعل ما يحصل بسببه من الأجر والمثوبة الشيء العظيم، تلك هي الفريضة التي جعلت للمسلمين الأوائل العزة والتمكين في الأرض، ومن ثم السيادة على باقي الأمم، وقد علم أولئك فضل الجهاد فعملوا به على الوجه المطلوب الذي أراده الله ورسمه رسوله ، ولهذا لم يكن جهادهم وكفاحهم لتحقيق أهداف شخصية، أو أطماع دنيوية زائلة، أو حباً للتملك والرياسة، وإنما كان الغرض من هذا كله إعلاء الحق وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، ومن إعلاء كلمة الله تطبيق شرعه الذي أمر به، وتعبيد الناس لله، وإعمار الأرض بما يرضيه سبحانه، وإرهاب أعداء الله، وزرع المهابة في قلوبهم كما قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].

"ولما كان الجهاد ذروة الإسلام، ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة، كما لهم الرفعة في الدنيا، كان رسول الله في الذروة العليا منه، فاستولى على أنواعه كلها، فجاهد في الله حق جهاده بالقلب والجنان والدعوة والبيان، والسيف والسنان، فكانت ساعاته موقوفة على الجهاد، ولهذا كان أعظم العالمين عند الله قدراً" (مختصر زاد المعاد).

وكذلك كان جيل الصحابة رضوان الله عليهم أفضل الأجيال، وقد قال أبو بكر الصديق في أول خطبة له بعد توليه الخلافة: «لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل» [البداية والنهابة(415/9)]. ومن ثم جيل التابعين؛ لأنهم باعوا أنفسهم في سوق الجنة لخالقها، وحملوها على راحاتهم وسيوفهم بأيمانهم.

قال الشاعر:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا *** جمعتنا يا جرير المجامع

فضل المرابطة في سبيل الله:

قال شيخ اللإسلام ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى، ج28): "والمرابطة في سبيل الله أفضل من المجاورة بمكة والمدينة وبيت المقدس، حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه: لئن أرابط في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر عند الحجر الأسود، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل» [حسنه الألباني]، وفي صحيح مسلم عن سلمان، أن النبي قال: «رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً أجري عليه عمله، وأجري عليه رزقه في الجنة، وأمن الفتان» يعني منكراً ونكيراً. فهذا في الرباط فكيف في الجهاد؟ وقال رسول الله: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا» [رواه النسائي وصححه الألباني]، وقال: «من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار» [رواه الترمذي وصححه الألباني]؛ فهذا في الغبار الذي يصيب الوجه والرجل، فكيف بما هو أشق من: كالثلج، والبرد، والوحل.


فضل الجهاد في سبيل الله

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى، ج28): "اعلموا أن الجهاد فيه خير الدنيا والآخرة، وفي تركه خسارة الدنيا والآخرة، قال الله تعالى في كتابه: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52]، يعني: إما النصر والظفر، وإما الشهادة والجنة، فمن عاش من المجاهدين كان كريماً له ثواب الدنيا، وحسن ثواب الآخرة. ومن مات منهم أو قتل فإلى الجنة. قال: «للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه» [صححه الألباني]، وقال : «إن للجنة مائة درجة، بين كل درجتين، كما بين السماء والأرض، أعدها الله للمجاهدين في سبيله» [حسنه الألباني]، فهذا ارتفاع خمسين ألف سنة في الجنة لأهل الجهاد. وقال: «مثل المجاهد في سبيل الله مثل الصائم القائم القانت، الذي لا يفتر من صلاة ولا صيام» [رواه مسلم]، وقال رجل: "دلني على عمل يعدل الجهاد؟" قال: «لا أجده». قال: «هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟»، قال: "ومن يستطيع ذلك". ال أبو هريرة: "إن فرس المجاهد ليستن في طوله، فيكتب له حسنات" [رواه البخاري]، وهذه الأحاديث في الصحيحين وغيرهما.

وكذلك اتفق العلماء - فيما أعلم - على أنه ليس في التطوعات أفضل من الجهاد. فهو أفضل من الحج، وأفضل من صوم التطوع، وأفضل من صلاة التطوع". انتهى.


أنوع الجهاد

قال ابن القيم رحمة الله في (مختصر زاد المعاد):

الجهاد على أربع مراتب:

الأولى: جهاد النفس. وهو أيضاً أربع مراتب:

أحدهما: أن يجاهدها على تعلم الهدى.

الثانية: على العمل به بعد علمه.

الثالثة: على الدعوة إليه، وإلا كان ممن يكتمون ما أنزل الله.

الرابعة: على الصبر على مشاق الدعوة، ويتحمل ذلك كله لله، فإذا استكمل هذه الأربع صار من الربانيين، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يكون ربانياً حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه.

المرتبة الثانية: جهاد الشيطان. وهو مرتبتان:

أحدهما: جهاده على ما يلقي من الشبهات.

الثانية: على دفع ما يلقي من الشهوات، فالأولى بعدة اليقين، والثانية بعدة الصبر، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].

المرتبة الثالثة: جهاد الكفار والمنافقين. وهو أربع مراتب:

أحدهما: القلب. الثانية: اللسان. الثالثة: المال. الرابعة: النفس.

وجهاد الكفار أخص باليد، وجهاد المنافقين أخص باللسان.

المرتبة الرابعة: جهاد أرباب الظلم والمنكرات والبدع. وهو ثلاث مراتب:

أحدهما: باليد إذا قدر.

الثانية: باللسان إذا عجز عن اليد.

الثالثة: بالقلب إذا عجز عن اللسان.

فهذه ثلاث عشر مرتبة من الجهاد و «من مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه به مات على شعبة من نفاق» [رواه مسلم].


هديه في الجهاد

"كان النبي يستحب القتال أول النهار، فإذا لم يقاتل أول النهار، أخر القتال حتى تزول الشمس، وتهب الريح وينزل النصر، وكان يبايع أصحابه في الحرب على أن لا يفروا، وكان يشاور أصحابه في الجهاد، ولقاء العدو، وتخير المنازل، وكان يتخلف في ساقتهم في المسير، فيجزي الضعيف، ويروف المنقطع، وكان أرفق الناس بهم في المسير، وإذا أراد غزوة ورى بغيرها، ويقول : "الحرب خدعة"، وكان يبعث العيون يأتونه بخبر عدوه، ويطلع الطلائع ويبث الحرس، وإذا لقي عدوه، وقف ودعا واستنصر الله، وأكثر هو وأصحابه من ذكر الله، وخفضوا أصواتهم.

وكان يرتب الجيش والمقاتلة. ويجعل في كل كنبة كفئاً لها، وكان يبارز بين يديه بأمره، وكان يلبس للحرب عدته، وربما ظاهر بين درعين، وكان له ألوية، وكان إذا ظهر على قوم نزل بعرصتهم ثلاثاً، ثم قفل.

وكان يرتب الصفوف. ويبعث للقتال بيده ويقول: "تقدم يا فلان، تأخر يا فلان" وكان يستحب للرجل أن يقاتل تحت راية قومه، وكان إذا لقي العدو يقول: "اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم، وانصرنا عليهم" وربما قال: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴿٤٥﴾ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ} [القمر: 45-46].

وكان أقربهم إلى العدو. وكان يجعل لأصحابه شعاراً في الحرب يعرفون به، وكان شعارهم مرة: أمت أمت، ومرة: يا منصور.

وكان يلبس الدرع والخوذة. ويتقلد السيف، ويحمل الرمح والقوس العربية ويتترس بالترس، ويحب الخيلاء في الحرب، وقال: "إن منها ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحب الله، فاختيال الرجل بنفسه عند اللقاء، واختياله عند الصدقة، وأما التي يبغض الله عز وجل، فاختياله في البغي والفجور"، وقاتل مرة بالمنجنيق، نصبه على أهل الطائف، وكان ينهى عن قتل النساء والولدان، وينظر في المقاتلة، فمن رآه أنبت قتله، وإلا أستحياه.

وكان إذا بعث سرية يوصيهم بتقوى الله. ويقول: "سيروا بسم الله وفي سبيل الله، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً"، وكان ينهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو، ويأمر أمير سريته أن يدعو عدوه قبل القتال إلى الاسلام والهجرة، أو الاسلام دون الهجرة، ويكونون كأعراب المسلمين ليس لهم نصيب في الفيء، أو بذل الجزية، فإن هم أجابوا إليه قبل منهم، وإلا استعان بالله وقاتلهم.

وكان يشدد في الغلول جداً ويقول: "عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة"، ولما أصيب غلامه مدعم، قال بعض الصحابة: "هنيئاً له الجنة". فقال: «كلا، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم، لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارا» [رواه البخاري] فجاء رجل بشراك أو شراكين لما سمع ذلك فقال: «شراك أو شراكان من نار»" (مختصر زاد المعاد).


دور المرأة في الجهاد

لقد كان للمرأة في عهد النبي وعهد الخلفاء الراشدين مواقف بطولية توحي إلى قوة إيمان أولئك النسوة وحرصهن - رضوان الله عليهم - على نصرة هذا الدين والذب عنه بكل ما يستطعن من قوة.

فكان من الأدوار التي قامت بها المرأة في الجهاد المشاركة الفعلية في القتال إذا استلزم الأمر لذلك، وهذا يتبين في شجاعة أم سليم يوم حنين حيث اتخذت خنجراً، وعندما سألها رسول الله : "ما هذا الخنجر؟" فقالت: "اتخذته إن دنا مني أحد المشركين بقرت به بطنه، فجعل رسول الله يضحك" (صحيح السيرة النبوية، إبراهيم العلي (446)). وهذه أم عمارة قاتلت يوم أحد فاعترضت لابن قمئة في أناس من المسلمين، فضرب ابن قمئة عاتقها ضربة تركت جرحاً أجوف، وضربت هي ابن قمئة عدة ضربات بسيفها، ولكن كان عليه درعان فنجا، وبقيت أم عمارة حتى أصابها اثنا عشر جرحاً. (الرحيق المختوم، للمباركفوري (319)).

وكذلك تقوم المرأة بتطبيب الجرحى المشاركين في القتال، كما فعلت أم سليط، فقد قال عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كانت تزفر لنا القرب يوم أحد. (صحيح السيرة النبوية (446)). وغيرهن كثير.

ومنهن من تشارك بطريق غير مباشر بتحريض ودفع فلذة كبدها للجهاد، كما فعلت الخنساء عندما دفعت بأبنائها الأربعة للجهاد، وقد قتلوا جميعاً.

والمرأة في زماننا هذا عليها مسؤولية جسيمة وأمانة عظيمة يجب أن تتحملها، فهي مطالبة بأنواع من الجهاد كتربية أبنائها التربية المستقيمة المتمثلة في حب الشهادة في سبيل الله، فابنها أمل المستقبل، وعندما يكبر سيكون - بإذن الله - حجر عثرة في طريق أعداء الأمة الذين يتربصون بها الدوائر. وتربية بناتها على حب الفضيلة والعفة والحياء.

وكذلك من جهاد المرأة: طاعتها لزوجها والقيام بما يصلح له أمر دينه ودنياه.

ومن جهادها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حدود ما تستطيع، وبذل النصح والتوجيه لأخواتها المسلمات واللاتي هن في أمس الحاجة لمن يفقههن ويعلمهن ما ينفعهن.

وأيضاً جهادها بالقلم والرد على أصحاب الدعوات المضللة الذين يطالبون بخروج المرأة وتحررها من جميع القيم الدينية والأخلاقية الإسلامية الفاضلة، ويطالبونها بالتنكر على فطرتها التي فطرها الله عليها، ونزع حيائها الذي يميزها عن سائر نساء العالم، حتى تسقط المرأة المسلمة الطاهرة في شباكهم من خلال شعاراتهم البراقة التي ظاهرها النصح والتعاطف معها والأخذ بيدها والرفع من شأنها ومكانتها زعموا، ولا شك أن أصحاب هذه الدعوات ذئاب تتلبس بمسوح النعاج، فيلزم جهادهم. {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.



عبدالحكيم بن علي السويد
دار الوطن

موقع كلمات

38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاته مجموعة مويدلات رائعة نتمنى تعريبها
http://custom.simplemachines.org/mods/index.php?mod=475
وهو مود متطور للاوسمة
............
http://custom.simplemachines.org/mods/index.php?mod=339
مود الارشيف وهو ايضا مود رائع
.............
http://custom.simplemachines.org/mods/index.php?mod=992
موديل التحميلات
رائع جدا
وفقكم الله

39
قبسات من نور النبوة في الدعوة والتعليم
أمرنا الله - جل وعلا - أن ندعو الناس إلى سبيله القويم، وطريقه المستقيم بالحكمة، والحكمة تعني أن يحاول الإنسان - ما استطاع - ليضع الشيء في محله الملائم له، وهذه الحكمة تقتضي الداعي أو المعلم أن يعلم - قبل الدعوة - كيف يخاطب النفوس، وما هي الوسائل التي تؤثر في النفوس الإنسانية فتجعلها تقبل ما يلقى إليها باهتمام وشغف، وبذلك يكون عمله مجديا ودعوته مؤثرة، وتعليمه مثمرا.

والناظر في السنة النبوية يلمح صورا واضحة للطرق القويمة في مخاطبة النفوس، وتبين له السبل التي سلكها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للتأثير في نفوس المخاطبين من الصحابة - رضوان الله عليهم - مما يدل على المعرفة التامة وتربيتها. وإني أحب أن أعرض شيئا من هذه الأمثلة الرائعة لتكون لنا نورا نستضئ به في الطريق الطويل الذي نسير به.

من ذلك ما يعرف الآن في طرق التعليم بإثارة مشكله لإيجاد حل لها، ويكون ذلك بإلقاء سؤال يطلب من المخاطبين الجواب عليه، وإلقاء السؤال يجعل المسئولين في المشكلة ذاتها، فيبحثون عن حل مناسب، وجواب ملائم لما يعرض عليهم، فهم إذن ليسوا بعيدين يتكلمون عن شيء نظري، فها هي المشكلة أمامهم، والسؤال يحتاج إلى جواب، والجواب سيكون من واقع حياتهم، ومن تجاربهم التي يعرفونها، ثم سينتظرون الحكم النهائي والجواب القاطع من النبي - صلى الله عليه وسلم - فبهذه الطريقة يضمن الداعية شيئين:

1- وضع السامعين في المشكلة ذاتها.

2- لفت انتباههم، وإثارة أذهانهم لمعرفة الوجه الحق.

وهذا مما يجعل الجواب المتلقي يتلهف عليه، ويدخل إلى النفس مباشرة، فيمكث فيها دافعا إلى العمل الجاد، ومن هذه الصورة الرائعة في السيرة النبوية الحديث الوارد في السؤال عن (المفلس) ويبدو هذا السؤال سهلا ليس في الجواب عليه شدة وعناء، ولهذا سيكون جوابهم بما يعرفون ويعاينون في واقع حياتهم "المفلس فينا من لا درهم عنده ولا متاع".

هذه هي الصورة الشائعة المعروفة عندهم، قالوها بكل هدوء وتؤده، ولكن يا ترى: أليس هناك صورة أخرى للمفلس؟


لا شك في هذا الجواب إذ لو كان النبي -صلى الله عليه وسلم - يريد هذا الجواب لما سأل لأنه يعرفه قطعا، ولذا كانت هذه النفوس متعطشة لمعرفة هذا المفلس، أو هذا المعنى الجديد للإفلاس، وسيقترن هذا المعنى الجديد بالمعنى العادي المعروف، فكلما مر المعنى الدارج فستنطلق النفس إلى المعنى الجديد، وتعلو بروحها وفكرها عن كل المعاني القديمة للإفلاس، ويثبت فيها أن المفلس هو « من يأتي بصلاة وصيام وزكاة -أي يأتي بعمل صالح - ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم يطرح في النار ».

وإذا علمنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما كان يتكلم لم يكن يسرد الحديث سردا، بل لو شاء أن يعده العاد لاستطاع، عرفنا مدى تأثير هذا في نفوس السامعين، فالسامع للسؤال جالت في نفسه صورة الإفلاس الدنيوي، وربما خطر في فكره صور متعددة لأناس قد أفلسوا ولم يبق معهم درهم، ولم يملكوا متاعا، ثم سما بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا التصور إلى صورة جديدة فيقول: « المفلس من جاء بصلاة وصيام وزكاة ».

وهذا مما يدعوا إلى العجب فينبه العقول تنبيها قويا شديدا إذ كيف يكون من عمل عملا صالحا مفلسا ؟ وأصبحت النفوس مستوفزة لتمام معرفة المفلس، وعند ذلك تأتي الصورة الكاملة وأنه قد أساء إلى المجتمع بأعمال آخر...

وهنا تتساءل النفوس وكيف يعد من خلط في عمله مفلسا؟ هل يا ترى أي الأعمال السيئة تبطل الأعمال الصالحة؟! فيأتي الجواب بأن الأعمال الصالحة والأعمال السيئة إنما يجري يوم القيامة بينهما القصاص، فأيهما غلب حكم به على صاحبه، وتستكمل الصورة في نفوس السامعين ويعرفون أن المفلس: (هو الذي غلبت أعماله السيئة أعماله الصالحة مما أدى إلى معاقبته بجهنم)، فإذاً تنتهي الصورة – صورة المفلس – بالألم، ألم النار، مما يدفع السامع عن كل ما يجعله من المفلسين، وسيحاول أن يكون دائما من الغانمين الرابحين.


بهذا الأسلوب الرائع البديع وصل النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - إلى هذه النتيجة التي يريد، ولذا رأينا أعمال الصحابة توضح لنا صدق هذه النتيجة وأنهم كانوا أبعد ما يكون عن أعمال المفلس.

فياليتنا نسلك هذه السبيل ونتبعها في الدعوة إلى كل ما نبغيه.

وليس هذا هو المثل الوحيد في حياة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في دعوته، وإنما هناك أمثلة كثيرة أذكر منها على سبيل التعيين لا الحصر:

حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا ».

يعيد السؤال ثلاث مرات، لتكون الإثارة أتم وأكمل، وتتنبه النفوس عن كل ما يشغلها، وتتهيأ لتلقى معرفة أكبر الكبائر فيقول: « الإشراك بالله، وعقوق الوالدين » هاتان الكبيرتان اللتان يعرفهما كل مسلم لإشارة القرآن إليهما، وبعدئذ يغير أسلوب الكلام فيقول: « ألا وشهادة الزور » ولم يكتف بذلك فيكررها « وقول الزور» ثم يشرك في التنبيه السمع مع البصر « وكان متكئا فجلس ».

كل ذلك لتكون النفوس متقبلة آخذه بنهم وإقبال لما تسمع فتكون النتيجة التأثير العمل المطلوب، إذ كلما كان الكلام مؤثرا في النفس كان أكثر دفعا للتطبيق.

وكذا الحديث الوارد في حجة الوداع حين سألهم: « أي شهر هذا ؟! »

سؤال عجيب ! رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يسأل عن شهر ذي الحجة؟ وما عرف الصحابة ما يقولون، أيقولون (ذو الحجة)؟وهو يعرف ذلك! ولذا ما كان جوابهم إلا أن قالوا: « الله ورسوله أعلم.

وانتظروا جميعا الاسم الجديد الذي سيطلق على هذا الشهر، وعبر الراوي عن ذلك بقوله: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. ثم قال صلى الله عليه وسلم: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى. »

ويكرر هذه السبيل في السؤال « أي بلد هذا؟ أي يوم هذا؟ » وهم ينتظرون بعد كل سؤال الاسم الجديد للبلد الحرام وليوم النحر، وليس هناك اسم جديد.

وإنما كان ذلك ليجعلهم متهيئين ليسمعوا أحكاما عامة، أحكام المودع، أحكام تشمل حياتهم كلها، ويحرم عليهم ويحل لهم فيقول:
« فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا ».

وهنا يبدو الهدف المقصود من السؤال عن الشهر والبلد واليوم، وذلك لأن حرمتها متقررة في النفوس، ثابتة عندهم لاشك فيها ولا ريب، فيعيد إلى الذاكرة حرمتها ليبني عليها حرمة الدماء والأموال والأعراض.. فستقترن هذه الثلاث بتلك، وتكون ثابتة كثبوت الأولى، متقررة كتقررها.

فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطينا مفتاح القلوب، وصمام النفوس بالسؤال، فإذا فتح القلب وتحفزت النفس للسماع، أعطى الجواب، ومنح المراد، ليستقر فيندفع صاحبها إلى العمل.

فصلوات الله عليك وسلامه يا رسول الله! ماذا أقول؟ ألا أنك نبي الله بعثت للعالمين رحمة، وكنت بالمؤمنين رؤوفا رحيما.

فيا ليتنا نتأسى بك، ونهتدي بهديك في الدعوة والتعليمِ.

40
القسم الإسلامى / رب همة أحيت أمة بإذن الله
« في: 24 , مايو, 2009 - 07:49:02 مسائاً »
رب همة أحيت أمة بإذن الله
لله درُّ المتنبي حين قال في ميميته الرائعة مادحًا الباحثين عن المتاعب بلا ملل ولا سأم:

عـجـبـت لـمـن لـه حد *** وقد وينبو نَبْـوة الـقـضـم الكـهـام
ومن يجد الطريق إلى المعالي*** فـلا يذر المطـي بلا سنـام
ولم أر في عيوب الناس عيبًا *** كنقص القادرين على التمام

يرتسم في هذه الأيام على وجوه الكثير من أبناء المسلمين حالةٌ مرعبة من الحزن والكآبة، ويسري في نفوسهم دخان الهزيمةَ والوهن؛ وذلك لما يرونه أو يسمعونه في وسائل الإعلام العالمية بشتى أنواعها، عن صور لمآسي المسلمين في أصقاع المعمورة؛ فمنهم المقتول قتلاً لا يحتمل المسلم أن يراه، ومنهم الذي سجن في صورة تأبى النفس البشرية أن تراها لحيوان فضلاً عن أن تراها لإنسان له شعوره وأحاسيسه، ومنهم تلك الثكلى التي فقدت زوجها وأبناءها تحت البيت الذي هدمته أسلحة الدمار التي لا ترحم، وتلك المنكوبة تبكي وتتأوه..... ولا نصير!!! صور تتعدد، ومآسٍ تتكرر، اعتادت العين على رؤيتها، والأذن على سماعها.

في ظل تلك الأحداث المفجعة، والأزمات الموجعة، وفي أزمة الصراع العالمي بين الإسلام والكفر، وفي عصر الإنقسامات والحزبيات، وفي زمن اليأس والقنوط الذي خيم بكلكله على قلوب كثير من المسلمين، وأطبق على أفئدتهم... في ذلك كله... ألا يجدر أن تتحدث الأقلام عن أهمية بروز القائد الذي يصنع الأجيال، ويربي الأبطال، ويبرز المواهب، ويصقل النفوس فيربيها على الإيمان والجهاد، ويعيد إكسير الحياة العزيزة إلى قلوب حطمتها أمم الكفر، وأذاقتها مر الويلات.

القائد الذي تنبع أفعاله وأقواله من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، ويحكم الناس بلا إله إلا الله؛ فهي شريعة كاملة ومنهج حياة.

القائد الذي يمسك بزمام المبادرة لنصرة الإسلام، ويتحدث أمام العالم أجمع بأن المسلمين هم الأحق بالصدارة والريادة على جميع الأمم.

القائد الذي يزأر لصرخات المنكوبين، ويستعلي على علو الطغاة والكافرين، وتستروح النفوس لسماع كلماته، وجميل عباراته في إغاظة أعداء الدين.

ذلك القائد الذي يبدأ مفعوله من همة تحاكي القمة، وعزيمة تصنع الإباء، وجرأة بحكمة يسطرها التأريخ.

إنه أمل لأمة تحلم به منذ زمن بعيد، ويا له من أمل! أمل إليه هفت قلوب الناس في الزمن البعيد. أمل له غور القديم كما له سحر الجديد.

وبعد هذه الطرق لأوصاف هذا القائد الذي ينتظر المسلمون قدومه من وقت مديد، فإني وبكل صراحة أقول:

أيها القارئ الفاضل إنني أخاطبك بكل شفافية وهدوء... أخاطب فيك عقلك الكريم، ونفسيتك الجذابة، وهمتك الوثابة، فأقول: لِمَ عَوَّدْنا أنفسَنا منذ أن خُلقنا لحالات الترقب والانتظار في أي شيء سيحصل للمسلمين، وأبعدْنا النُّجعةَ عن العمل لهذا الدين، وصناعة الحدث، وصياغة القرار؟

عذرًا؛ فهذه هي الحقيقة، ولا بأس أن تطرح لتعالج، وقد قيل: "المؤمنون نَصَحَة، والمنافقون غَشَشَة"؟

لماذا إذا قرأنا عن القائد الذي سيقود الأمة إلى بر السلام والأمان قلنا: ومتى يأتي؛ فلطالما انتظرناه، وهفت قلوبنا للقياه؟ وهو ابن من؟ وما أوصافه؟ وما هي مؤهلاته؟ ومن أي بلد هو؟ وأين يقطن؟... إلى غيرها من الأسئلة والإستفسارات التي ترطن بها ألسنتنا، وتبوح بها أفئدتنا، ونبقى نكررها إلى أن يوافينا الأجل.

ألم تفكر -أيها الأخ الكريم- أن تكون هذا الرجل المنتظر، والقائد المظفر؟!!

نعم! لِمَ لا يكون هو أنت؟!! فيغير الله على يديك ميزان التاريخ لصالح المسلمين، ويصلح بك الرحمن هذا العالم، بعد همة ومثابرة وعزم وتصميم وعلم وعمل؟

لقد حان هذا الوقت لتضرب بيدك على صدرك، قائلاً بأعلى صوتك للقيادة القادمة: أنا لها... وتردد منشدًا:

ما دام عرقي نابضًا لن تعرف النفس ارتياح

إنها صناعة الحياة، وصياغة النجاح التي تجعلك كبيرًا عند ربك، وكبيرً في تفكيرك، وكبيرًا عند مجتمعك، بل كبيرًا في كل شيء.

تخرج للناس لتعلمهم درسًا لن ينسوه بأنه (رب همة أحيا الله بها أمة)، تخرج لهم وتقول:

بُغْضُ الحياة وخوفُ الله أخرجني وبيع نفسي بما ليست له ثمنا
إني وزنت الذي يبقى ليعدله ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا

وكأني بسؤال يدور في خيالك، ويسيح في بالك، فينطق به لسانك قائلاً:
وهل أنا أصلح لهذه القيادة، ثم هل أستطيع بفردي أن أنفع أمة الإسلام، وأصلح على يدي فئامًا من البشر قد ركنوا إلى الدنيا وابتعدوا عن منهاج ربهم الذي رسمه لهم.....؟ فأقول لك بملء فمي: نعم!!

فلِمَ الإحتقار للذات، والإنكفاء على النفس، والعزلة عن فعل الخير، والإنكماش والإنغلاق، وعدم محاولة الإصلاح والكفاح؟! ودعني أوضح لك حقيقة لا بد أن أبين عورها، وأكشف ضررها، وهي:
إن من مشكلات هذا الزمن الصعب (مشكلة التفكير الخاطئ)؛ وذلك بأن يرسم المرء لنفسه خطة يسير عليها في حياته، ومن ثم يطبقها على أرض الواقع، وهي من ألفها إلى يائها غلط في غلط... وخذ مثلاً: ها أنت ترى بعضًا ممن هم حولك يقولون في مجالسهم إننا في زمن انطبق فيه حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن»[1].

ثم يسوقون أحاديث العزلة التي ذكرها الخطابي، وابن أبي الدنيا -رحمهما الله- في كتابيهما (العزلة)، ومن ثم يقولون: نحن في زمن جدير بنا أن نعتزل أهل الفساد في شرهم؛ فلن نستطيع التغيير، ولن يجدي الإصلاح شيئًا. مرددين قول الشاعر:

ذهب الذين يُعاش في أكنافهم *** وبقيتُ في خَلَفٍ كجلد الأجربِ

ثم يختمون أمسيتهم بقولهم: ما أجمل ما قاله سفيان الثوري -رحمه الله-: ما العيش إلا القفل والمفتاحُ، وغرفة تصفقها الرياحُ، لا صخب فيها ولا صياحُ.

وأنا لا أتكلم من واقع خيال؛ فإن هذا واقع بعض أهل الإستقامة والديانة، والذي ذكرته آنفًا تشخيص لمثل من مشكلات التفكير المخطئ لأي عمل يراد القيام به، سُقته لك لمناسبته للمقام. ولا شك أن تلك العقلية ليست هي عقلية المجدد القيادي الذي يقيم الله به الدين، وينصر به الملة. غير أنه من الجيد أن يعرف الإنسان نفسه؛ فبعض الناس -وهم قلة ولله الحمد- لا يستطيعون الإصلاح، ويخشون على أنفسهم من الفتن، ويرون أن السلامة هي الإبتعاد عنها، وعدم مخالطة أهلها، وهذا علاج نافع لهم، (ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه) لكن من الخطأ ظن بعضنا أن الذي يعتزل الناس ولم يصبر على أذاهم أفضل من ذلك الذي يخوض معامع المعارك، وصولات الحق على الباطل، ومراغمة الكفار وأهل البدع، ومناصحة المؤمنين، وتعليم الناس العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح في جميع نواحي الحياة.

كلاَّ.. فلا مقارنة بين عابد معتزل، وقائد يقود الناس بالكتاب الهادي، والسيف الناصر مع الأذى والإبتذال؛ فأين الشرق عن الغرب، وأين السماء عن الأرض؟! لذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» [2].

وعودًا إلى كلام بدأت به: فأنت تستطيع أن تعمل، وتكون قائدًا ينفع الله بك؛ وكل الذي تحتاج إليه أن تنفث في واقعك همة من هممك، وتحاول أن تصلح وتغرس، فتحيي الموتى في حياتهم، وتستنهض همم الباقين. فانهض؛ فقد طلع الصباح ولاح مُحْمَرُّ الأديم! فإن الناس في سبات عميق، وبُعدٍ عن منهج الله ودينه سحيق، هذا مع تبلد الإحساس، وحب الدَّعة والراحة، والله المستعان.

تبلد في الناس حب الكفاحِ *** ومالوا لكسبٍ وعيش رتيب
يـكاد يـزعزع مـن هـمتي *** سدور الأمين وعزم المريب

وقد مضى عصر الكسل والنوم والخمول، وأقبل عصر العمل والتعب؛ فلا خمول... وكأني بك قد اقتنعت بما كتبت، ولكن بقي لديك إشكال وهو قولك:

كيف وأنا فرد أستطيع أن أهدي أمة من الأمم، وأصلح شعبًا من الشعوب، أو أقود المسلمين بالإيمان والجهاد... كيف يكون ذلك؟!

فأجيبك جوابًا يشفي غليلك، ويحل إشكالك؛ حيث سأذكر موقفين ذكرهما الله في كتابه العظيم تكمن فيهما الإيجابية الفعالة في المبادرة الذاتية للإصلاح والتغيير، وأعقبهما بموقف ثالث لأحد صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأذكر هذه المواقف الثلاثة حتى نعلم أن من يريد العمل والإنقاذ فإنه لا بد أن تظهر تلك السمة القيادية على أفعاله ولو كانت حشرة أو طائرًا. ولا تستغرب ذكري لهما؛ فإنهما المثلان الأولان اللذان سأذكرهما؛ حيث أشاد الله بإرادتهما الإصلاحية، فلا بأس أن تقتفي أثرهما في همة الإصلاح، وإياك واحتقار ذاتك بقولك: (ومن أنا حتى أقود وأسود، وأصلح وأجدد؟) فإن هذا (ورع بارد) كفاك الله شره.

* الموقف الأول:

تأمل وأنعم النظر في موقف النملة الإصلاحي في هذه الآيات الكريمة من سورة النمل؛ بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 17 - 19].

ومن هذه الآيات الكريمة نستنبط عدة فوائد منها:

1 ـ أن هذه النملة مفردة، وقد ذكرها الله في كتابه بصيغة التنكير؛ فهي نكرة في قومها كما هو ظاهر الآية؛ فليست ملكة أو وزيرة بل هي نملة من عوام النمل.

2 ـ هذه النملة أتت إلى قومها صارخة فيهم منذرة، قائلة: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}، فأخبرتهم بقرب وقوع خطر سيحيق بهم ويقضي عليهم وهم لا يعلمون.

3 ـ أن النملة لم تكتف بالإنذار بأن هناك خطرًا سيداهم عشيرتها ثم تصمت كما هو حال بعض المسلمين اليوم يعي أن عدوه سيأتيه فلا يكون حاله إلا أن يصيح قائلاً: (احذروا الكفار؛ فإنهم قادمون)، ثم يرجع إلى فراشه ويغط في نوم عميق دون أي عمل يدفع به كيد الكفار.
إن هذه النملة لم تتقن فن الكلام فحسب، بل وضعت خطة لقومها، فقالت: {ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} ورأت أن المصلحة في كيفية درء المفسدة عن قومها بتبيين طريق النجاة لهم حتى لا يضلوا فيقعوا في شباك الصيد، وتحت وطأة أقدام الجيش القادم.

4 ـ والمعتبر بحال النملة يجد أن عندها نسيج الولاء لقومها، ومحبتهم كما تحب نفسها؛ فليست أنانية، بل تحب الخير لقومها، ولذا أنذرتهم جميعًا ولم تقل: (دعهم يهلكوا وهذا جزاؤهم؛ لأنهم لم يهتموا بحراسة أنفسهم) كلاَّ؛ بل أنذرتهم جميعًا، ولم تستثن أحدً.

5 ـ ومن الفوائد أن هذه النملة لم تنتظر أن يأتي أحد من قومها أو ممن يحرس وادي النمل ذاك، ويخبر النمل بأنه سيأتي جيش يحطمنا ويبيدنا، بل كانت عندها روح المبادرة الذاتية، في المسارعة إلى إنقاذ قومها وإقصائهم عن مواطن الهلاك.

6 ـ عند قوله -تعالى-: {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} وقفة قصيرة مع هذا الإعتذار العجيب من هذه النملة الذكية؛ حيث ذكرت أن جند سليمان -عليه السلام- القادم قد يهلك النمــل، وهـم لا يشعرون بأن تحت أقدامهم واديًا من أودية النمل؛ فهذا الجيش لا يتعمد قتلنا، ولا يريد تحطيمنا عن قصد.

فتأمل هذا التحذير ثم الإعتــذار؛ فالنملة تعلم أن ســليمان -عليه السلام- نبي رحيم، لا يحب الشر للخلق أو يضمره لهم؛ فلنتأسَّ بها في إعتذارنا لمن أخطأ في حقنا وهو لا يقصد سواء بقول أو بفعل، أو لم يشعر بخطئه ذاك.

7 ـ وبالنسبة لتبسم سليمان -عليه السلام- فإما أنه تبسُّمٌ منه لهذه النملة العجيبة التي خافت على قومها وأنذرتهم بخطر قد يداهمهم، وإما لإعتذارها لجند سليمان بالثناء؛ فإن قولها: {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} وصف لهم بالتقوى والتحفظ عن مضرة الحيوان، وإما أنه تبسم لإدراكه ما قالت تلك النملة وهي نعمة من الله -عز وجل- أنعم بها على سليمان -عليه السلام- وهي معرفته للغة الحيوان وفهمه لكلامه، ولذلك أعقب سليمان -عليه السلام- ذلك التبسم بشكر نعمة الله عليه، ومعرفة لحقه. (وما ذكرته للمراد بهذا التبسم فهو مجموع لتفسير أهل العلم لحقيقة ذلك التبسم؛ والله أعلم).

فانظر -أيها الأخ- إلى هذا الموقف ودقق النظر فيه لعلنا أن نتأسى به ونعتبر، ونعلم أن على الفرد مسؤولية يجب القيام بها، وأنه يستطيع أن يقود أمة كاملة بحسن تصرف وجميل تعبير. ولو خرج المتأمل لهذه القصة بفائدة صحبة معلمي الخير لقومهم والمصلحين لأمتهم والإبتعاد عن رفقاء السوء، ومتربصي الشر والفتن لخرج بفائدة لا ينساها طوال حياته، وقد قيل:

لا تصحب الكسلان في حالاته كم صالح بفساد آخر يفسد
عدوى البليد إلى الجليد سريعة كالجمر يوضع في الرماد فيخمد

فإياك ومصاحبة البطالين، وأهل الزيغ والهوى والنفاق؛ فإنه سم ناقع، وعلقم مر.

الموقف الثاني:

وهذا موقف آخر أنقلك به إلى موجة أخرى من موجات الإصلاح وعمليات التغيير لكي ترى أن من في قلبه شعلة إيمانية فلن تنطفئ عندما يرى الظلام المخيم على أكثر أهل الأرض من الكفر والنفاق. وزبدة ذلك أن سليمان -عليه السلام- حينما كان يتفقد الطير ولم يجد الهدهد قال بلهجة حادة: {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} [النمل: 20 - 21]، فجعل سليمان -عليه السلام- هذا العقاب للهدهد إما بالعذاب الشديد أو الذبح المريع له، أو أن يأتي بخبر مبين، وبينما هو كذلك جاء الهدهد وكان متأخرًا لمهمة أحاط بها علمًا ولم يعلمها سليمان -عليه السلام- فقد جاء من سبأ بنبأ لا شك فيه.

ومن قوة ملاحظته لنبأ سبأ أنه وجد امرأة تملكهم -ولعل هذا من استغرابه- وأنها أوتيت من كل شيء من الرخاء والترف والحياة المخملية، وفوق ذلك كله عرش تجلس عليه. والطامة الكبرى، والأصل الأصيل الذي أدى إلى تأخر الهدهد عن الحضور مبكرًا أنه رأى تلك الملكة وقومها يعبدون الشمس من دون الله، وهو شيء تأباه العقول السليمة والفطر المستقيمة؛ فكأن تلك العبادة استوقفت ذلك الهدهد عن الطيران والتبكير للمجيء في موعد تفقد سليمان -عليه السلام- لجنده. ثم بين الهدهد عقيدته صادحًا بها أمام سليمان -عليه السلام- بقوله: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل: 25]. ويا له من درس عظيم ألقاه هذا الهدهد في التوحيد لا يعلمه كثير ممن ينتسب إلى الإسلام.

ومع ذلك كله قال سليمان -عليه السلام-: {سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [النمل: 27] فابتلى الله الهدهد بعد تصديق سليمان -عليه السلام- له؛ وذلك يشي -والعلم عند الله- أن صاحب الدعوة إلى توحيد الله لا بد أن يبتلى في حياته، وأن دعوته تلك لن تمر دون تمحيص وابتلاء ليعلم الله الصادق من الكاذب.

وبعد عدة مراسلات من سليمان -عليه السلام- لتلك الملكة، أقرت بوجود الله وألوهيته على الخلق أجمعين، وأنه لا مستحق للعبادة قط إلا هو -سبحانه-؛ وذلك بقولها: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: 44].

فتدبر -أيها اللبيب- فعل ذلك الهدهد الغيور على التوحيد، وارجع البصر كرتين في تأمل موقف ذلك الطائر؛ فقد سرى بدمه حب (لا إله إلا الله) ودافعية الدعوة إليها، والصبر على الابتلاء فيها؛ فأين نحن وغيرتنا على دين الله من الهدهد؟

وتالله إنه لمشروع عظيم قام به هذا الطائر ليصلح الله به أمة كانت تعيش في مستنقعات الكفر، وبيداء الضلالة، فإياك إياك أن يحمل هذا الطائر همَّ دين الله في صدره أكثر منك أيها الموحد، وقد وصاك الإمام أبو معاذ الرازي -رحمه الله- بذلك فقال: "لا يكن الهدهد أغير منك على التوحيد".

ضربت لك هذين المثلين ليتضح لك أنه قد يصنع المواقفَ الجبارة حشرة أو طائر؛ فما بالك بإنسان أعطاه الله جميع الصفات والقوة العقلية والجسدية، إنه يستطيع بدون أدنى ريب أن يصنع الكثير، وأن يبدع الإبداع العظيم، ولو كان مشلولاً أو أعمى، فإن عنده العقل وهو آلة التفكير ومصنع العمل.
وما أنت بالمستسيغ القعود ولو قيدوك بهذي الحفر.

وهاك مثلاً ثالثًا لرجل من الصحابة -رضي الله عنهم- أنقذ الله على يديه المسلمين من أزمة كادت أن تعصف بهم، وتوقعهم في أحلك الأمور وأصعب المواقف.

الموقف الثالث:

وهو موقف الصحابي الجليل: نعيم بن مسعود -رضي الله عنه- فقد أسلم في غزوة الأحزاب، التي صور الله حالة الصحابة فيها بالقرآن تصويرًا واضحًا، وكيف أن الكفار أحاطوا بمدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبصحابته الكرام، وجنده الأبرار إحاطة السوار بالمعصم، فقال - تعالى - : {إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} [الأحزاب: 10 - 11].
وقد بانت في هذه الغزوة صورة المنافقين الكالحة، وصفاتهم القبيحة؛ حيث قالوا: {مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: 12].

وفي معترك الأحداث التي اشتبكت فيها الأمور، واختلط فيها الحابل بالنابل، صنع الله -تبارك اسمه- كما قال ابن القيم في زاد المعاد (3 / 273) أمرًا من عنده، خذل به العدو، وهزم جموعهم، وَفَلَّ حَدَّهُمْ، فكان مما هيأ الله من ذلك: أن رجلاً من غطفان يقال له: نعيم بن مسعود بن عامر -رضي الله عنه- جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا رسول الله! إني قد أسلمت؛ فمرني بما شئت». ولم يكن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أن يقبل إسلام ذلك الصحابي الجليل، ثم قال له بعد أن طلب منه نعيم بن مسعود أن يأمره بما شاء: «إنما أنت رجل واحد؛ فخذِّلْ عنا ما استطعت؛ فإن الحرب خدعة». فألهم الله هذا الصحابي أن يفعل فعلة يسطرها له التأريخ في أنصع أوراقه، وأجمل إفتخاراته، وخلاصتها: أنه ذهب إلى اليهود وإلى قريش والقبائل التي تمالأت على حرب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فأفسد كل طائفة على صاحبتها، حتى جعلهم أعداءًا، وفرَّق كلمتهم، وأضعف ثقة كل فئة بالأخرى، فتخاذلوا جميعًا عن الحرب، ثم أرسل الله عليهم جندًا من جنده من الريح العاصفة، والملائكة المرسلين فقوضت خيامهم، ولم تدع الريح قدرًا إلا كفأتها، ولا طنبًا إلا قلعته، وكفى الله المؤمنين القتال. فله الحمد والشكر [3].

وكان بداية غيث المسلمين بالنصر هي همة نعيم بن مسعود، رضي الله عنه؛ فقد أسلم، ثم فكر وقدر، فنِعْمَ ما قدر؛ فسلام الله عليه؛ فلم يكثر الكلام، بل جعل الجوارح تتكلم وتعمل، وصح فيه قول الشاعر:

وأراك تفعل ما تقول وبعضهم مَذِقُ اللسان يقول ما لا يفعلُ

وإلى هنا أتوقف عن ذكر المواقف التي تثير همم الفطناء، وتاريخ المسلمين مليء بمثل هذه المواقف الفردية العظيمة. وكأنهم جميعًا يوصون بما قاله الأول: "وكن رجلاً من أتوا بعده يقولون مَرَّ وهذا الأثر".

وللعلم فإني لم أذكر مواقف الأنبياء العظماء -عليهم الصلاة والسلام- فمواقفهم كثيرة لا تحصر، ولكن خشية إن ضربت بهم مثلاً أن يقول أحد: ومن نحن عند هؤلاء الأنبياء العظام؟! عليهم الصلاة والسلام.

لذا ضربت أقل ما نرى في هذا الوجود همة مثل النملة والهدهد، ثمَّ أحد المواقف البشرية التي قام بها أحد الصحابة -رضي الله عنه- لعلها تقدح في أنفسنا نسائم الإرادة، و ليعلم المسلم سبب وجوده في الحياة؛ فلم يُخلق عبثًا، بل خلق للعمل والعبادة والإبتلاء والتمحيص... فلا بد من استشعار المسؤولية الفردية التي كلفه الله بها؛ فقد قال -تعالى-: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93]، وقال: {وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 93] وقال -تعالى-: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: 93 - 95].

ثم إنه -تعالى- أوصانا بالعمل جميعًا، فقال: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]؛ فالعمل لهذا الدين مسؤولية الجميع. أيا صاحِ هذا الركب قد سار مسرعًا ونحن قعود ما الذي أنت صانع؟ أترضى بأن تبقى المخلَّفَ بعدهم صريعَ الأماني والغرام ينازع فـ {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42].

وما أجمل ما خطته يد ابن الجوزي حين كتب: "أول قدم في الطريق: بذل الروح... هذه الجادة؛ فأين السالك؟!!" [4].

وهناك ثمة تساؤلات يسألها المرء نفسه: (كيف العمل، وبماذا أبدأ، وكيف أخطط؟) فأقول: انظر إلى هديه -عليه الصلاة والسلام- وسيرته في كيفية العمل لهذا الدين، وتجميع الناس تحت عقيدة الإسلام، ومحاربة المناوئين لهذه العقيدة؛ ولذا دخل الناس في هذا الدين راضين مقتنعين، وحج معه -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع أكثر من مائة وعشرين ألف صحابي -رضي الله عنهم أجمعين-وكل ذلك بعد توفيق الله من إرادة جبارة، وهمة وثابة... {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90].

لا تقل كيف ولا أين الوصول واتَّبع خير الملا ذاك الرسول. واقرأ سير المصلحين والقادة، واستفد من تجارب الباقين، واسأل الله أن ينفع بك الإسلام، وتعلق بالله ولا تتعلق بأحد سواه. ولا تلتفت هنا أو هناك ولا تتطلع لغير السماء واسأله -تعالى- أن يجعلك مباركًا حيثما كنت؛ فقد كان هذا حال عيسى -عليه الصلاة والسلام- حين قال: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ} [مريم: 31]. فكن كالغيث أينما حل نفع. وإن أول البداية هي أن تبدأ بنفسك؛ وفي المثل: "احرص على إصلاح الذات قبل إصلاح الذوات"... ومن قاد نفسه قاد العالم. وانشط لدين الله لا تكن متكاسلاً واعمل على تحريك ما هو ساكن. فإن كان في نفسك كسل أو خمول، أو بدع وضلالات وشركيات، أو معاصٍ وانحرافات، فابتعد عنها وغيِّر ما بنفسك من تلك النواقص؛ فلعل الله أن يغيِّر بك حال المسلمين، وينفع بك في مواطن كثيرة تسعد بها إذا رأيتها مكتوبة في صحائف عملك يوم القيامة و (حَرِّكْ تَرَ). لكن عليك بامتلاك الإرادة والهمة:

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددا

وأول الغيث قَطْرٌ؛ فكيف تطمح إلى العمل لهذا الدين ولم تتمكن الإرادة من سويداء قلبك، ولم تعزم على استسهال المصاعب، وتيسير العويص..... فإن كنت ذا همة فستقول قطعًا:
لأستسهلن الصعب أو أدركَ المنى فما انقادت الآمال إلا لصابرِ

وحذار من التسويف؛ فإنه رأس الأماني، وداء العمل، وقاتل الهمم، وحجة المفلسين. فلا تبق فعل الصالحات إلى غدٍ لعل غدًا يأتي وأنت فقيدُ. بل ردد بكل قوة وعزم:
أليس من الخسران أن لياليًا تمر بلا نفع وتحسب من عمري

وصح في الآفاق:
سأنفق ريعان الشبيبة دائمًا على طلب العلياء مع طلب الأجر

وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى، ومن يعرف المقصود يحقر ما بذل، ومن المقت إضاعة الوقت، ولكل جيل قيادته؛ فلنكن خير قادة لجيل الحاضر والمستقبل؛ وذلك كله بالتعاون والتكامل لا بالمطاحنة والتآكل، فالجاهلية المنظمة لا يقلبها إلا إسلام منظم، ولتكن وحدتنا واجتماعنا على كتاب الله وسنة رسوله، وتحت لواء أهل السنة والجماعة، فوحدة صفنا تكون معهم لا مع غيرهم من أهل البدع المنحرفين، أو الفرق الضالة.

وختامًا:

ما أجمل كلام الإمام محمد الخضر حسين في كتابه الرائع (السنة والبدعة)... حين كتب: "وإنما يتحد المسلمون تحت راية من يحترمونه لعدله واجتهاده في الحق جهادًا يطمس على أثر الباطل، وإنما يقيم أحكام الشريعة على وجهها من يكون في لسانه حجة وفي يده قوة"[5].


---------------------------------------
[1] رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ باب: من الدين الفرار من الفتن.
[2] أخرجه الترمذي بسند جيد.
[3] اقرأ الخطة التي فعلها نعيم بن مسعود - رضي الله عنه - مع أعداء المسلمين. في زاد المعاد (3 / 273 - 274).
[4] المدهش (ص 299).
[5] السنة والبدعة، ص 29.

41
قسم الدعم الخاص بالنسخة (Smf (1.1.X / طلب للخبراء
« في: 23 , مايو, 2009 - 04:03:35 مسائاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي طلب اضافة بسيطة في هذا الموديل
وهي تعديله كي يصبح يتناسب مع arab مثل arab utf8
http://www.smfarabic.com/index.php?action=downloads;sa=view;down=37
وعندي اقتراح اخر الافضل عند اضافة اي مود وضعه بنوعين arab و arab utf8
مجرد اقتراح للغالية
الله يحفظك

42
القسم التعليمى / سؤال اليكم
« في: 22 , مايو, 2009 - 05:08:23 مسائاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله لدي خبرة في pascal و delphi
لكن كما سمعت لن يفيدانني كثيرا في الـ php
الحقيقة احببت ان اساعد واكون عنصر ذو فائدة في هذا المنتدى
واود ان اعلم ماهي اهم الللغات التي يجب ان اتعلمها كي استطيع عمل مودات الخ....
وبارك الله فيكم

43
أخطاء التعريب و طلبات التعريب / إقتراح ربما جيد
« في: 21 , مايو, 2009 - 09:35:54 مسائاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو يتم عمل مود يظهر عنوان المشاركات والردود حسب ما تم ادخالها عليه
..... وكذلك يتم تطوير روابط الردود بشكل يسمح بؤرشفتها بانفصال مع الموضوع على سبيل المثال
index.php?topic=9080.0
-----------------
index.php?topic=9080.msg26625#msg26625
و
index.php?read=26625
المهم بشكل متطور هل يمكن ذلك ام لا ;D

44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت عندكم مود رائع وهو يخص اظهار عدد زوار كل منتدى على حدا
لكن اود ان يتم تغييره ليعمل مع ستايل dibermc
ونوع اللغة arab وليست arab utf8
للنسخة 1.1.7 و 1.1.8
وفقكم الله

صفحات: 1 2 [3]