menu_bgservdownloadthemesdirforumhome
Smf عربى



المحرر موضوع: جمع القرآن في عهد أبي بكر في السنة الثانية عشرة للهجرة  (زيارة 2115 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنت جزائر الأبطال

  • عضو شرف
  • *
  • مشاركة: 159
  • الشعبية: +3/-0
  • الجنس: أنثى
    • مشاهدة الملف الشخصي


جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. جمع القرآن في عهد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ في السنة الثانية عشرة للهجرة بعد موقعة اليمامة مع المرتدّين من العرب الذي امتنعوا عن دفع الزكاة، وقتل فيها سبعون من قرّاء الصحابة وعلمائهم، فهال ذلك عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ، واقترح على الخليفة الصدِّيق، أن يأمر بجمع القرآن في مصحف واحد خشية الضياع. فَصَعُبَ على أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ أن يفعل شيئًا لم يفعله رسول الله .
ثم شرح الله له صدره فأرسل إلى زيد بن ثابت، لمكانته في الحفظ والكتابة والفهم والعقل، وشهوده العرضة الأخيرة، فكان موقفه في البداية كموقف الصدّيق، ثم شرح الله صدره، وطابت نفسه كي يتولّى عملية جمع القرآن.
 ومع أن زيدًا ـ رضي الله عنه ـ كان حافظًا، متقنًا، عالمًا، متمكّنًا، فكان لا يقبل أن يكتب من حفظه هو، بل لابد أن يُؤتى بما هو مكتوب في الصّحف، والألواح، ولابد أن يأتي بشاهدين اثنين، على أن هذا المكتوب كُتب بين يدي رسول الله . وهذا حرص شديد في الاحتياط والتوثق لم يتوفر لكتاب قط. كل ذلك ليكون المسلم على يقينٍ تامّ، بأنّ هذا القرآن الذي يقرؤه هو ـ بلا شك ـ ما أقرأه جبريل عليه السلام، لنبي الله ـ عليه الصلاة والسّلام.

وهكذا جُمع القرآن في مصحف واحد، لأوّل مرة، مرتَّب الآياتِ والسُّور، مشتملاً على الأحرف السّبعة التي نزل بها. وبقي هذا المصحف عند أبي بكر ـ رضى الله عنه ـ مُدَّة حياته، ثم انتقل إلى عمر، رضي الله عنه، وبعد وفاته حفظ عند ابنته حفصة، أمِّ المؤمنين، إلى أن طلبه عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وهذا الجمع هو المسمى بالجمع الثاني.

مجموعة مخطوطات من المصحف الشريف من المكتبة الخالدية في القدس. 
جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه. جُمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه، حين اتّسعت الفتوحات الإسلامية، وتفرّق القرّاء في الأمصار، وأخذ أهل كلّ بلد قراءتهم عمَّن وفد إليهم من علماء الصحابة. وكانت وجوه القراءة مختلفةً باختلاف الأحرف التي نزل عليها القرآن. فكان أهل كل بلد، إذا ضمّهم مجمع أو موطن من مواطن الغزو، عجب بعضهم من قراءة بعض. وأدى هذا الاختلاف إلى تسرّب الشك لعقول بعض الناشئة.

فلما كانت غزوة أرمينيا وغزوة أذربيجان، كان حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه ممن غزاهما، فرأى اختلافًا في وجوه القراءة، بعضه مشوب بالخطأ، مع تمسك كلّ جماعة بقراءتهم وتعصُّبهم لها، وربما خطَّأ بعضهم بعضًا، ففزع حذيفة إلى الخليفة عثمان ـ رضي الله عنه ـ، فأكبر الصحابة هذا الأمر، وأجمعوا أمرهم أن ينسخوا الصحف التي كانت عند أبي بكر، ليجتمع الناس عليها بالقراءات الثابتة على حرفٍ واحد. فأرسل عثمان إلى حفصة، لتبعث له بالصحف، وأمر زيد بن ثابت، وعبدالله بن الزّبير، وسعيد بن العاص، وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، ثم ردّ الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرق، وأبقى عنده في المدينة واحدًا، هو مصحفه الذي يُسمَّى الإمام.

قال عليٌّ رضي الله عنه: ¸لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا. فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأٍ منا. قال: ما تقولون في هذه القـراءة؟ فقـد بلغني أنّ بعضهم يقول إنّ قراءتي خير من قراءتك، وهـذا يكاد يكون كفرًا. قلنا: فما ترى؟ قال أرى أن يُجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة، ولا اختلاف، قلنا: فنعم ما رأيت·.
وهكذا تُركت القراءة ببعض الأحرف. ولا ضير في ذلك، فإن القراءة بالأحرف كلها ليست واجبة ولو أوجب رسول الله على الأمة القراءة بها جميعًا لوجب نقل كل حرف منها نقلاً متواترًا تقوم به الحجة. ولكن الصحابة لم يفعلوا ذلك، فدل هذا على أن القراءة بها إباحةٌ ورخصة، وأن الواجب هو تواتر النقل ببعض هذه الأحرف، وقد كان، والحمدلله. وبهذا قطع عثمان ـ رضي الله عنه ـ دابر الفتنة، وحسم مادة الخلاف، وحصَّن القرآن من أن يتطرّق إليه شيء من الزيادة والتحريف على مرّ العصور. وجَمْع عثمان للقرآن هو المسمَّى بالجمع الثالث، وتمَّ سنة 25هـ.