menu_bgservdownloadthemesdirforumhome
Smf عربى



المحرر موضوع: الأرنب يحصل على ترقية !  (زيارة 3635 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنت جزائر الأبطال

  • عضو شرف
  • *
  • مشاركة: 159
  • الشعبية: +3/-0
  • الجنس: أنثى
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأرنب يحصل على ترقية !
« في: 30 , أبريل, 2009 - 05:12:40 مسائاً »


الأرنب يحصل على ترقية !

ُجرى استقصاءٌ للرأي بين مجموعات من الأطفال، عن أحب الحيوانات إليهم، فاحتل الأرنب مكاناً متقدماً في قائمة الحيوانات المحببة لديهم. وربما كان ذلك بسبب أن الأرنب حيوان وديع، لا يؤذى، ويمكن للصغار الاقتراب منه ومداعبة فرائه الناعم الجميل، دون خوف. أضف إلى ذلك، أن الأرنب يسعد الصغار عندما يفاجأون به يخرج من قبعة الساحر فى السيرك!.. وإذا سألت من تذوقوا لحم الأرانب، يقولون لك أنه لذيذ؛ وهو مفيد، وغنى بالعديد من عناصر الغذاء الضرورية لصحة الجسم. ويعرف من لديهم خبرة بتربية الأرانب أنها تتكاثر بسرعة، وتلد (الأرنبة) الواحدة أعداداً كبيرة.. لذلك، فإن مشروعاً تجارياً لإدارة مزرعة للأرانب يدر ربحاً وفيراً على صاحبه، إن أحسن رعاية ضيوفه، من الأرانب.

والأرنب حيوان يلد، ويرضع صغاره.. فهو – إذن - من طائفة الحيوانات التي يسميها علماء الحيوان بالثدييات، أي التي لها غدد بالصدر تفرز اللبن؛ وتسمى -أيضاً- بالحيوانات اللبونة، أو اللبونيات، أي التي تنتج إناثها اللبن لترضع الصغار..
والثدييات -أو الحيوانات اللبونة- طائفة متسعة، تشتمل على أنواع عديدة من الحيوانات، بينها اختلافات شديدة، فهى تضم: الإنسان- القرد- الفيل- القط- الجرذان- الحيتان- الدلافين- عروس البحر- الغوريللا- والأرنب؛ وأنواعــاً حيوانية أخرى. ولكي يوفر العلماء مزيداً من التحديد للمجموعات الحيوانية التي يتشابه أفراد أو أنواع كل منها في كثير من الصفات، كان من الضروري إعادة تجميع الثدييات المتشابهة لتضمها مجموعات أصغر.. وعلى سبيل المثال،
تم تجميع الإنسان والغوريللات والقردة الكبيرة في مجموعة واحدة تسمى (الرئيسات)، وهى تحتل قمة عالم الحيوان أو المملكة الحيوانية؛ وقد يدهشك أن النمور والقطط تنتمي، معاً، لمجموعة واحدة تسمى بمجموعة القطط؛ ثم تجيئ الأرانب والجرذان وبعض الحيوانات المشابهة في مجموعة (القوارض).

وبانتهائك من قراءة السطور السابقة، تكون قد حصلت على فكرة لا بأس بها عن أحد العلوم الأساسية، التي يدرسها طلاب كلية العلوم، هو (علم التصنيف)؛ ومهمته تصنيف جميع أنواع الكائنات الحية المعروفة، وإعطاؤها أسماء لاتينية مشتقة من صفاتها، وذلك لتسهيل دراسة علاقات هذه الكائنات ببعضها. وقد بدأ ذلك العلم - في صورة متقدمة نسبياً - منذ حوالي مائتي سنة؛ وكان أشهر المشتغلين به عالم اسمه (لينياس)..
و(لينياس) هذا هو الذي وضع الأرانب في مجموعة القوارض؛ وهى مجموعة أدنى من مجموعة القمة: (الرئيـســــات) .. لقد رآها لينياس تمتلك قواطع كبيرة الحجم، هي أسنانها الأمامية، وتتسلى - طول الوقت - بقرض كل ما يصلح للقرض، فأعطاها اسمها المشتق من الفعل (قرض).
وعاشت الأرانب، قرنين من الزمان، مستقرة، مطمئنة إلى مركزها الثابت فى تصنيف المملكة الحيوانية. وأعتقد أن الأرانب نفسها سوف تندهش إذا قرأت معنا هذا الكلام وعلمت أنه يجب عليها الآن أن تراجع الدوائر الرسمية لتغيير (صفتها) المثبتة فى هويتها !!

 لقد اكتشف أحد علماء الوراثة – حديثاً - أن لينياس (أبو علم التصنيف) كان على خطأ عندما ضم الأرانب إلى القوارض؛ وأن من حق الأرانب أن تحصل على ترقية كبيرة!
 يقول ذلك العالم، إن (لينياس) ومعاصريه من علماء التصنيف كانوا يعتمدون على الصفات الخارجية للجسم، وعلى بعض السلوكيات الظاهرة في تصنيفهم للكائنات الحية؛ أما الآن، فإن لدينا من أجهزة التحليل الكيمائي، ومن وسائل البحث في مجال الهندسة الوراثية، ما يجعلنا نعود إلى تصنيف الكائنات الحية على أسس أكثر دقة.
الخطير في الأمر، أن الترقية التي يطالب بها ذلك العالم للأرنب، تعد قفزة كبيرة – وهو، على أية حال، مشهور بقفزاته السريعة الطويلة - فهي تنقله إلى قمة المملكة الحيوانية، وتنسبه إلى طائفة الرئيســــات، التي تتربع على تلك القمة، والتي يحتل الإنسان ذروتها .. وهكذا، أصبحت الأرانب – علميـــاً - من أقربائنا!!

لقد أجرى ذلك الباحث بعض التجارب والاختبارات، فوجد أن التركيب الكيميائي لبعض أنواع البروتين في الأرنب، يشبه تركيب نفس البروتينات في كائنات من طائفة الرئيســــات، أكثر مما يشبه تركيب نفس البروتينات في القوارض الأخرى. وهو يقول إن هذا الأساس الكيميائي للتصنيف أقوى من اسلوب التصنيف القديم؛ فالتركيب الكيميائي للبروتينات مسجل في الصفات الوراثية للكائن الحي، مما يعنى ثباته على مر الأزمنة، ويؤكد حق الأرنب في الحصول على هذه الترقية الكبيرة!