menu_bgservdownloadthemesdirforumhome
Smf عربى



المحرر موضوع: قال تعالى أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا  (زيارة 6640 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنت جزائر الأبطال

  • عضو شرف
  • *
  • مشاركة: 159
  • الشعبية: +3/-0
  • الجنس: أنثى
    • مشاهدة الملف الشخصي




قال تعالى في كتابه العزيز:}إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{(آل عمران: 190-191).

بعد أن حثّنا الله على التفكّر في خلق السموات والأرض أخذ بأيدينا  لاكتشاف السموات السبع بإعطائه لنا بعض الإشارات:
}وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَن الْخَلْقِ غَافِلِينَ{ (المؤمنون: 17).

}أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا{ (نوح: 15).
}فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا{ (فصّلت: 12).
ثلاثة كلمات: فوقكم-طباقا-أمرها‘ فهي إشارات واضحة تعيننا على اكتشاف السموات السّبع‘ فهي فوقنا وهي طباق و لكل سماء أمرها أي دورها ووظيفتها.
أين تبدأ السماء الأولى، وأين تنتهي السماء السابعة؟ فلنبحث عن إشارات أخرى في كتاب الله. قال تعالى:}أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ{(إبراهيم: 24).
}أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{(النّحل: 79).
الإشارات واضحة جدّا: السماء الأولى تبدأ عند الشّجرة، وتطير الطّير في جوّها، إذًا فلنلتفت إلى الغلاف الجوي فوق رؤوسنا ولنمحّص الصّورة في الأسفل:

       
ا- السّماء الأولى
هذه الصورة  تمثّل الغلاف الجوّي الّذي يحيط بالأرض وهو هواء مكوّن من 71 ° / ° من أزوت و 21°/° من أكسيجين والباقي غازات مختلفة.
هذا الغلاف الجوي قسّمه المتخصّصون إلى طبقات والطّبقة التي تهمّنا هي الأولى وتسمّى تروبسفير (Troposphère) هذه الطّبقة ارتفاعها حوالي 12كم فوق سطح الأرض وبداخلها تقع الأحوال الجوّية من رياح وسحب وأمطار وبرق ورعد، فهي إذًا طبقة الماء والرّياح ولها وظائف كثيرة منها:
- ألأكسيجين؛ ضروريّ للتّنفّس وكذالك لإيقاد النّار للتّدفئة والطّبخ.
- الماء؛ ضروريّ للحياة (من أكل وشرب).
- الرّياح؛ تسوق السّحاب وتلقّحه وتلقّح النباتات وكانت من قبل تسيّر السفن – إلخ.
هل يذكر القرآن سماءً لها نفس المهمّات؟ نعم في آيات عديدة نذكر منها ما يلي:
}اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ{ (الرّوم: 48)
}أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِن السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ{ (ألنّور: 43).

}وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِن السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{(الأنعام: 99).
}أَنزَلَ مِن السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا{ (الرّعد: 17).
}وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِن السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ
 وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ{(الحجر: 22).
}وَأَنزَلْنَا مِن السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ{(المؤمنون: 18).
}أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ{(السّجدة: 27).
}أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِن السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ{ (الزّمر: 21).
}وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{(الأعراف: 57).
}هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِن السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ{(غافر: 13).
}وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{(الجاثية: 5).
}وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ{(الذّّاريات: 22).
اثنا عشر آية  ذكرت الرّياح والسّحاب والماء والتلقيح والبََرَد والأودية والودْق والينابيع وتّخزين المياه وإسكان الماء في الأرض والرّحمة والرّزق.
وبمثل هذا يتحدّث أهل العلم في الأحوال الجوّية وعلم المياه.
وبدون إطالة نقترح أنّ طبقة "تروبسفير" هي السّماء الأولى بما أن وظيفتها واضحة ومهمّة جدّا ونسمّيها سماء الرّزق والصّورة في الأسفل توضّح لنا دورة المياه (التّبخير وتكوين السّحاب ونزول المطر إلخ...).


ملاحظة مهمّة تخصّ السّماء الأولى:
لقد لاحظنا أنّ السّماء الأولى عبارة عن سماء رزق ورحمة ولكن يمكن أن تنقلّب إلى سماء دمار ونقمة عندما تأتي بالزّوابع والفيضانات.
فقد قصّ لنا القرآن كيف دمّر الله أقواما غضب عليهم ونذكر من بينهم قوم عاد وقوم نوح:
}وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ{(الحاقّة: 6-7).
}فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ{(الأعراف: 64).
 
وفي شهر ماي 2008 رأينا كيف اجتمعت الرّياح والفيضانات في بلاد البرمان فخلّفت الكارثة ما يقرب من 130000 قتلى والملايين بغير سكن. نسأل الله أن يقينا من مثل تلك المصائب.
يتبع
بقلم: الدكتور : عبد الكريم غزلون الجزائرى