menu_bgservdownloadthemesdirforumhome
Smf عربى



المحرر موضوع: وظلم ذوي القربي أشد مضاضة  (زيارة 4594 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنت جزائر الأبطال

  • عضو شرف
  • *
  • مشاركة: 159
  • الشعبية: +3/-0
  • الجنس: أنثى
    • مشاهدة الملف الشخصي
وظلم ذوي القربي أشد مضاضة
« في: 31 , مايو, 2009 - 02:49:05 مسائاً »



 نظرات مشرقة   تلقيت منذ بضعة أسابيع رسالة من سيدة مثقفة باللغة العربية، فاصطدمت باللغة الفرنسية التي استعملتها في خطابها! وكأن في لا وعينا إحساسا بالدونية غير مبرر.

لماذا نشعر بهذا الشعور بالذات نحو الفرنسية؟ لأننا ضحايا نظام، فطيلة أربعة عقود وأكثر مورست سياسة الإعلاء من شأن الفرنسية والدليل أنه لحد الساعة لا تزال الإدارة تتلاعب باللغة العربية اللغة الدستورية للبلاد التي تجمع بين كل فئات الشعب الجزائري وأعراقه، أرادوا لنا التحضر بقالب فرنسي دون استشارتنا، وما أردناه نحن كان دائما في حكم المؤجل "يقابلوننا بالازدراء كلما استعملنا العربية!" هكذا قالت لي موظفة بنوع من اليأس.
عندما ألاحظ للبعض عبثية التمسك بلغة فرنسية أجنبية، يرد علي أحد الخبازين: وماذا نفعل فقد احتلتنا فرنسا قرنا وثلاثون سنة، وحدثنا أولياؤنا باللغة الوحيدة التي تعلموها رغما عنهم ألا وهي الفرنسية؟                                                                                                         
- هل نفعل ما فعله الأيرلنديون؟ وأجيب.                                                                                   
- ماذا فعل الأيرلنديون؟                                                                                               
- احتلت بريطانيا أيرلندا تسعة قرون ورغم طول مدة الاحتلال أحيا أبناء أيرلندا لغتهم الأصلية الغايلية، إمعانا في تحدي المحتل البريطاني وغيرة على جذورهم، فأين نحن منهم؟                                                                     
- إن سلطان العادة جعلنا نستصعب عملية الحديث بعربية عامية، كما لاحظت طبيبة عيون.                   
- ونحن من منحنا العادة كل هذا السلطان، فلِم لا نمتلك الشجاعة في كسر هذه العادة والعودة إلى لغتنا الجميلة؟   
 
                                                                                                 
- لأننا ببساطة كسالى ونستهين بالكرامة! نعم هذه هي الحقيقة، لا نعير أهمية للكرامة ولا للهوية الوطنية، همنا منحصر في تلبية الاحتياجات الصغيرة؛ أما المهام الكبيرة فهي موكولة لأجيال الثورة والتحرير.
لم يحررنا الاستقلال من عقدة فرنسا. قالت إحدى المجاهدات في مذكراتها غير المنشورة:" كنا نحلم أن نكون نحن بلوننا وقسمات وجوهنا، بلساننا العربي وبعمامتنا، ببساتيننا وبـحبنا العظيم للحرية، بعد الاستقلال بثلاثة عقود أدركت أننا نعيش عبيد التبعية البغيضة، فهل نستحق الحرية؟ هل وعينا قيمة الحرية؟ فقد دفع ثمنها أجداد وآباء توارت آثارهم وأسماؤهم وراء النسيان والأحداث وخيبات الأمل.
قليلون من عقدوا العزم على احترام تضحيات السلف، وقليلون أيضا من ظلوا أوفياء لإعلان أول نوفمبر، وقلة قليلة من استمرت في المقاومة ولم تلطخ سمعتها بعيوب الطمع والانتهازية. فهناك من نجده أول المدافعين عن العربية لكنك تراه لا يعيش مبادئ دين لغة قرآنه الكريم العربية؟

أليست هذه مفارقة؟ كيف سنقنع المتفرنسين والحاقدين والمستلبين بأن لغتنا لغة أصيلة وجميلة ولغة قيم، إن لم نجسد تلك القيم في الواقع وعبرنا عنها بلغة الضاد؟ كثيرون من أضروا بسمعة العربية، فهذه اللغة لا حضور لها ولا وهج لها دون الإسلام دين الحق ودين الرحمة، إلا أن العديدين ممن يلتحفون بها تراهم علمانيين أو قوميين ينحازون إلى جاهلية العصبية العرقية وليس إلى عظمة الإسلام التي لغته العربية، غير أنه لا يجب أن ننكر فضل كوكبة من فرسان العربية والإسلام ممن يبلون البلاء الحسن في سبيل تكريس وجود اللغة العربية على لساننا وفي وجداننا وعقلنا. أعرف بعض هؤلاء ومن المفروض أن نستمد منهم القوة والإيمان والإصرار على التمسك بلغتنا الرائعة، فالمنبر الذي أكتب منه منبر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أستلهم منه شحنة كبيرة من الطاقة والحيوية للدفاع عن حقي كمواطنة جزائرية في ممارسة هذه اللغة والاعتزاز بها كأحد أهم ثوابت هذه الأمة.