menu_bgservdownloadthemesdirforumhome
Smf عربى



المحرر موضوع: أما آن للمرتابين أن يقتنعوا ويرتدعوا؟!  (زيارة 4800 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنت جزائر الأبطال

  • عضو شرف
  • *
  • مشاركة: 159
  • الشعبية: +3/-0
  • الجنس: أنثى
    • مشاهدة الملف الشخصي
أما آن للمرتابين أن يقتنعوا ويرتدعوا؟!
« في: 30 , مايو, 2009 - 04:36:30 مسائاً »


  صدق الله العظيم الذي قال في كتابه الحكيم:}سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{(سورة فصلت الآية:53).

     لقد أصيب العالم في هذه الأيام برعب كبير استنفر حكوماته تسببت فيه جرثومة صغيرة قاتلة تُدعى"أنفلونزة الخنازير" التي أظهرت قدرة فائقة عجيبة على الانتقال السريع من بلد إلى بلد، ومن شخص إلى شخص، وإحداث أضرار بالغة الخطورة وصلت إلى حد وفاة مئات الأشخاص من بلدان غربية عديدة، دفعها هذا الوباء لرفع حالة التأهب إلى المستوى الخامس عملا بنصيحة منظمة الصحة العالمية، وتخصيص إمكانات مادية وبشرية معتبرة لمواجهة هذا الفيروس القاتل الذي اتخذ من الخنزير الذي حرم الله تعالى أكلَ لحمِهِ منطلقا لتهديد البشرية، وزرع الهلع فيها، وقتل الكثير منها..!

   إن هذا الوباء،" أنفلونزة الخنازير" الذي حاول الغرب إعادة تسميته بـ (H1N1) ذرا للرماد في العيون لتبرئة الخنازير، ومثله من الأوبئة الأخرى التي ابتليت بها البشرية في عصرنا لو نظرنا إليها بعين الإنصاف الخالية من تأثير الهوى الذي اتخذه كثير من الماديين المرتابين إلها، وجادل به أهل الباطل ليدحضوا به الحق، لوجدنا أنها عقوبات ربانية جاءت تترا جزاء ابتعاد الإنسان عن هدي الله ومخالفة أوامره ونواهيه التي شرعها له، وتوغله في الحياة المادية التي جففت فيه منابع الروح، وجعلته يجري لاهثا وراء الشهوات التي أصبحت غاية مطلوبة في حد ذاتها، راميا عرض الحائط توجيهات السماء وتحذيراتها من انتهاج سبيل المخالفة والعصيان، وسوء العاقبة والمنقلب..! 

     لقد حرم الإسلام صراحة أكل لحم الخنزير، ونهى أتباعه عن تربية هذا الحيوان القذر، وبيع لحمه ليكون من الأطعمة المتداولة بين الناس لما فيه من الأمراض والأضرار على صحة الإنسان التي اكتشفها العلم الحديث مؤخرا ومنها "أنفلونزة الخنازير" التي أرهبت العالم وقضّت مضاجعه، وزادت فواجعه، فقال الله تعالى في سورة البقرة الآية 173 :}إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
      وقال أيضا في سورة المائدة الآية 03:(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

   وقال في سورة الأنعام الآية 115:(قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{.
   وقال في سورة النحل الآية 115:}إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
    يقول العلامة الدكتور الشيخ وهبة الزحيلي عند حديثه عن تحريم أكل لحم الخنزير في كتابه (التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج) 6/77:( وهو يشمل جميع أجزائه -أي الخنزير- حتى الشحم والجلد، وإنما خص اللحم بالذكر لأنه المقصود الأهم، وقد نفّر الشرع من الانتفاع بجميع أجزاء الخنزير في قوله تعالى:}أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ{[الأنعام: 6/ 145] وفي قوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- فيما رواه مسلم في صحيحة عن بريدة بن الخصيب الأسلمي-:« من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم الخنزير ودمه » فإنه تنفير من مجرد اللمس، فيكون التهديد على أكله والتغذي به أشد.
   وفي الصحيحين أن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - قال:« إن اللّه حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام » فقيل: يا رسول اللّه، أرأيت شحوم الميتة، فإنها تطلى بها السفن، وتدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟ فقال: «لا، هو حرام»...).

    ويعلل الدكتور المفسر وهبة الزحيلي تحريم أكل لحم الخنزير قائلا( وسبب تحريم لحم الخنزير: ما فيه من الضرر والقذر لملازمته القاذورات، واحتوائه غالبا على الديدان كالدودة الوحيدة والشعرة الحلزونية، ولعسر هضمه لكثرة شحم أليافه العضلية ومواده الدهنية، كما أن له طباعا سيئة مثل فقدان الغيرة على أنثاه، والطباع تنتقل مع اللحم والأكل. وإذا كانت الحظائر الحديثة ترعى صحيا تربية الخنازير، ويشرف الأطباء على فحص اللحم، فإن هذا لا يتيسر لكل الناس، كما أن الأضرار المعنوية لا يمكن تجنبها، وعلى كل حال يلتزم المسلم بالتحريم مطلقا، سواء توافرت علة المنع في الوقت الحاضر أو لا لأن المعوّل عليه شرعا رعاية مصالح الناس قاطبة لا أفراد معينين).
   أفبعد هذا يرتاب المرتابون المتعالمون على الله ورسوله، في هدي القرآن وتعاليمه، وصلاح شريعته لتوجه الناس وتقودهم، وتنظم جميع شؤون حياتهم، وتحميهم من كل ما يضرهم، وتدعوهم إلى ما ينفعهم؟! ولله در الشهيد المفسر والمفكر الإسلامي الكبير سيد قطب -عليه رحمة الله- الذي قال في تفسير سورة المائدة في كتابه "في ظلال القرآن"1/165:( فأما الخنزير فيجادل فيه الآن قوم..والخنزير بذاته منفر للطبع النظيف القويم..ومع هذا فقد حرمه اللّه منذ ذلك الأمد الطويل ليكشف علم الناس منذ قليل أن في لحمه ودمه وأمعائه دودة شديدة الخطورة (الدودة الشريطية وبويضاتها المتكيسة). ويقول الآن قوم: إن وسائل الطهو الحديثة قد تقدمت، فلم تعد هذه الديدان وبويضاتها مصدر خطر لأن إبادتها مضمونة بالحرارة العالية التي توافرها وسائل الطهو الحديثة..وينسى هؤلاء الناس أن علمهم قد احتاج إلى قرون طويلة ليكشف آفة واحدة. فمن ذا الذي يجزم بأن ليس هناك آفات أخرى في لحم الخنزير لم يُكشف بعد عنها؟ أفلا تستحق الشريعة التي سبقت هذا العلم البشري بعشرات القرون أن نثق بها، وندع كلمة الفصل لها، ونحرم ما حرمت، ونحلل ما حللت، وهي من لدن حكيم خبير!).
   إن الآيات الدالة على خلود الإسلام وصلاحيته في كل زمان ومكان ستبقى تتكشف للناس في كل وقت وحين، وإنها لذكرى لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد، فليت المرتابين يقتنعون ويرتدعون..!


غير متصل صلاح الدين

  • مبرمج مودات
  • *
  • مشاركة: 215
  • الشعبية: +2/-0
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: أما آن للمرتابين أن يقتنعوا ويرتدعوا؟!
« رد #1 في: 31 , مايو, 2009 - 10:34:53 صباحاً »
بارك الله فيك ، أحسنت الطرح ، سلمت يمناك ورقة الحنة باذن الله
بالتوفيق لك